كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، عبر نائب مدير مكتبه عليرضا جعفرزاده، خلال مؤتمر صحفي عُقد في واشنطن عن معلومات موثقة تُشير إلى استمرار النظام الإيراني في تطوير الأسلحة النووية سرًا، في انتهاك صارخ لالتزاماته الدولية. واستندت هذه المعلومات إلى صور أقمار صناعية وتقارير من مصادر داخل إيران، مؤكدةً وجود مواقع جديدة تُستخدم في تطوير الرؤوس النووية.
مواقع سرية وأنشطة مشبوهة
أبرز ما كشفه المؤتمر هو موقعا "شاهرود" و"سمنان"، اللذان يُستخدمان في عمليات سرية تتعلق بتطوير القدرات النووية والصاروخية للنظام. وأظهرت صور الأقمار الصناعية وجود منشآت تحت الأرض، ومنصات لإطلاق الصواريخ، ومبانٍ مخصصة لاختبار المواد المتفجرة المستخدمة في تصنيع الأسلحة النووية.
وفقًا لجعفرزاده، فإن موقع "شاهرود" يُعد المركز الرئيسي لتطوير الرؤوس النووية، ويخضع لحماية أمنية مشددة، حيث لا يُسمح بالدخول إليه إلا لعناصر مختارة من الحرس الثوري وخبراء في سلاح الجو والفضاء الإيراني.
التغطية الفضائية كستار للبرنامج النووي
لطالما استخدم النظام الإيراني مشاريع فضائية كغطاء لتطوير برامجه الصاروخية والعسكرية. وتشير تقارير المقاومة الإيرانية إلى أن الصواريخ المستخدمة في البرنامج الفضائي، مثل RM-100، تعتمد على تكنولوجيا كورية شمالية مصممة لحمل رؤوس نووية. وبهذه الطريقة، يخفي النظام برامجه العسكرية تحت ستار الأنشطة المدنية، مُتهربًا من الرقابة الدولية.
دور الحرس الثوري في البرنامج النووي
لعب الحرس الثوري الإيراني دورًا محوريًا في تطوير البرنامج النووي، حيث أنشأ هيكلًا خاصًا تحت اسم "إدارة المعاهدات النووية"، وهو جهاز مكلف بوضع استراتيجيات للتحايل على الالتزامات الدولية. كما يدير الحرس الثوري مجموعات متخصصة مثل "مجموعة الجيوفيزياء"، التي تُجري اختبارات سرية متعلقة بتطوير المتفجرات النووية.
المراوغات الدبلوماسية وخداع المجتمع الدولي
أكدت السيدة سونا صمصامي، ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن النظام الإيراني يستخدم المفاوضات مع الدول الأوروبية كوسيلة لكسب الوقت واستكمال برامجه التسليحية. وكشفت عن وثائق سرية تُظهر أن النظام يسعى إلى تأجيل أي إجراءات دولية حازمة لستة أشهر على الأقل، لتجنب إعادة فرض العقوبات عبر آلية "سناباك" (Snapback).
وأشارت صمصامي إلى أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كان أول من كشف عن الأنشطة النووية السرية للنظام الإيراني، حيث فضح في عام 2002 مواقع مثل نطنز وأراك. وأضافت أن النظام يستغل المفاوضات الدبلوماسية منذ أكثر من عقدين لإخفاء نشاطاته الحقيقية.
تصعيد نووي وتهديد عالمي
منذ عام 2025، زاد النظام الإيراني من عمليات تخصيب اليورانيوم، مستغلًا الاتفاق النووي وما بعده لتعزيز بنيته التحتية النووية. كما أقر مسؤولون إيرانيون، مثل حسن روحاني وعلي أكبر صالحي، بأن النظام استغل المفاوضات النووية لتركيب معدات جديدة في مواقع نووية سرية، بعيدًا عن أعين الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
دعوات لاتخاذ إجراءات دولية حاسمة
في ختام المؤتمر الصحفي، دعت المقاومة الإيرانية المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد النظام الإيراني، مشددةً على أن رفع العقوبات لن يؤدي إلا إلى تسريع برنامجه النووي. وأكدت صمصامي على ضرورة إغلاق جميع المواقع النووية السرية، ومنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصولًا غير محدود إليها.
وأضافت أن تجاهل هذه التهديدات سيؤدي إلى تمكين النظام الإيراني من امتلاك القنبلة النووية، مما يشكل خطرًا مباشرًا على الأمن الإقليمي والدولي.
اختبار حاسم للمجتمع الدولي
اليوم، يواجه المجتمع الدولي اختبارًا حاسمًا: إما التحرك بحزم لمواجهة الأنشطة النووية السرية للنظام الإيراني، أو السماح بظهور تهديد نووي جديد في المنطقة والعالم.