فرنسا تدرس فرض عقوبات على الساسة اللبنانيين

السوري اليوم - متابعات
الجمعة, 9 أبريل - 2021
فرنسا تتدخل لصالح لبنان
فرنسا تتدخل لصالح لبنان

يعكف المسؤولون الفرنسيون على إعداد مقترحات قد تسفر عن تجميد أصول  مالية وفرض حظر سفر على سياسيين لبنانيين من أجل دفعهم للاتفاق على حكومة لإنقاذ بلدهم من انهيار اقتصادي.

وقادت فرنسا الجهود لمساعدة لبنان، لكنها أخفقت في دفع الاطراف السياسية و الفصائل الطائفية العديدة على الاتفاق على حكومة، او دفعها الى الشروع في إصلاحات قد تسمح بتدفق مساعدات أجنبية.

ومع امتلاك العديد من كبار الساسة اللبنانيين منازل وحسابات مصرفية واستثمارات في الاتحاد الأوروبي وإرسالهم أبنائهم للدراسة في جامعات أوروبية فإن سحب هذه الامتيازات قد تكون وسيلة للضغط.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان لنواب البرلمان، الثلاثاء، إنه "يجري إعداد مقترحات ملموسة ضد نفس الأشخاص الذين تخلوا عن الصالح العام من أجل مصالحهم الشخصية".

وتابع قائلا "إن لم يضطلع الساسة بمسؤولياتهم، فلن نتردد في الاضطلاع بمسؤولياتنا".

وقال دبلوماسيان إن فريق لو دريان يدرس كيف يمكن للاتحاد الأوروبي إعداد عقوبات تشمل حظر السفر وتجميد الأصول.

وقال دبلوماسي كبير بالاتحاد الأوروبي في بروكسل إن الوزير طلب أيضا من مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم 22 مارس العمل على إعداد ورقة خيارات.

تانحرك السياسي المطلوب 

وقال الدبلوماسي إن "الفرنسيين يسعون لإشراك الأوروبيين في القضية اللبنانية. هذا أمر لا يمكنهم إنجازه بمفردهم أو، على الأقل، جهودهم الفردية لم تنجح حتى الآن".

وأضاف قائلا "لم يجر بحث العقوبات بشكل مباشر، لكن إذا كانت (العقوبات) وسيلة لتغيير النهج فإنه لا يمكن استبعادها. لبنان يحتاج لحكومة فاعلة".

وتلاقي فكرة العقوبات على السياسيين اللبنانيين الفاعلين  بعض الدعم في لبنان ذاته، حيث يزداد غضب المواطنين في ظل انهيار مستوى المعيشة في الوقت الذي يتناحر فيه الزعماء.

وقال وزير الثقافة السابق غسان سلامة بعدما شارك في التوقيع على بيان مع 100 شخصية من المجتمع المدني اللبناني نشر بصحيفة "لو موند" الفرنسية لحث فرنسا على تجميد الأصول "سيكون لعقوبات الاتحاد الأوروبي ثقل عملي وخطير على الساسة اللبنانيين لأنهم يتواجدون في أوروبا كثيرا".

لكن الدبلوماسيين قالا إن باريس لا تزال غير متأكدة ، ولم تحدد الأهداف بعد. وقال الدبلوماسيان أيضا إن وضع مثل هذا النظام قد يستغرق وقتا.

ونقل عن  دبلوماسي ثالث  قوله "ينبغي أن تكون (العقوبات) متسقة في ما يخص الأشخاص المستهدفين إذا كانوا يرغبون في أن تحدث أي تأثير، وأن يأخذوا في الاعتبار الواقع في لبنان".

وفرضت الولايات المتحدة بالفعل عقوبات على ثلاثة سياسيين بارزين متحالفين مع جماعة حزب الله المسلحة، التي تدعمها إيران وتمتلك نفوذا كبيرا في لبنان.

وقال دبلوماسيان إن الاتحاد الأوروبي سيتخذ أيضا قرارا بشأن ما إذا كان سيستهدف حزب الله وسبل استهدافه.

وقال مصدر سياسي لبناني كبير إن "الفرنسيين نقلوا الرسالة إلى المسؤولين هنا بشأن إمكانية فرض عقوبات ... لكنها تفتقر للقوة حتى الآن".

ويتساءل مراقبون فيما ان كانت العقوبات ستطال سياسيين مقربين من فرنسا والاتحاد الاوروبي ايضا ام ستقتصر على المقربين من حزب الله فقط.