فصل بين الذكور والإناث في باصات دمشق بعد حلب وحماه وحمص

السبت, 11 يناير - 2025
سوريون في حافلة في دمشق
سوريون في حافلة في دمشق


كشف مسؤول رفيع في الشركة العامة للنقل الداخلي في دمشق «زاجل للنقل» عن توجه خلال أيام قليلة لتطبيق الفصل بين الذكور والإناث، في باصات النقل الداخلي العامة والخاصة في العاصمة السورية.
وقال المصدر المسؤول، والمعين حديثاً، في تصريح لـ«القدس العربي» إن «الملف يجري العمل عليه بقوة وسيتم تطبيقه على أرض الواقع خلال أيام، وذلك بعد أن نجحت التجربة التي جئنا بها من إدلب، في حلب ثم حماه وحمص، وقد لاقت هناك استحساناً كبيراً بين الأهالي».
وعن آليات الصعود والنزول الجديدة للركاب، قال المصدر: «إننا أصحاب خبرة مكتسبة ومجربة لفترة طويلة في محافظة إدلب، وعملية الفصل سيتم تطبيقها على جميع وسائط النقل الجماعية العامة والخاصة، وحتى السرافيس، وسيصبح ممنوعاً على الرجال الجلوس إلى جانب النساء، والقاعدة العامة بأن يكون الرجال في الأمام، والنساء في الخلف».
وتابع: «قد تعترضنا بعض الصعوبات، ولكن نرجو أن يتعاون أهالي دمشق معنا وحينها ستصبح الأمور في غاية السهولة» موضحاً أنه «عندما يتوقف باص النقل على موقفه، يصعد وينزل الرجال من الباب الأمامي، وتصعد وتنزل النساء من الباب الخلفي، وهذه التجربة سيتم تطبيقها على كافة المدن السورية».
وتمتلك شركة النقل الداخلي في دمشق حاليا 100 باص، معظمها جديد وتم تقديمها على شكل هبات من الصين قبل سقوط نظام بشار الأسد.
وقال المصدر: «مستعدون لإيصال العدد إلى ألف باص إذا ما احتاج الأمر، وإمكاناتنا عالية جداً، وأمور الشركة تسير بسلاسة ولا توجد لدينا مشاكل في مجال تأمين المازوت أو عمليات الصيانة».
مصدر في شركة النقل الداخلي: القرار سيطبق في العاصمة خلال أيام
وعن الأسعار التفضيلية التي تقدمها شركة «زاجل للنقل» وتقدر تقريباً بنصف ما تتقاضاها سيارات النقل الخاصة الأخرى، أوضح المصدر أن «أجور النقل في العاصمة تتم إعادة دراستها، وستصدر قريباً تعليمات تجاه توحيد الأسعار، فيما يتعلق بالسرافيس والباصات، ومن سيخالف التسعيرات الجديدة سيعاقب أو سيوقف عن العمل، لكن الاجراءات تحتاج إلى بعض الصبر».
وفي تصريح لـ»القدس العربي» من فتاة كانت تستقل باصاً للنقل الداخلي على خط الدوار الجنوبي في دمشق، قالت: «إن تطبيق الفصل بين الذكور والفتيات مرحب به في هذه الظروف بسبب الازدحام الكبير، والذي يرجع إلى الأسعار المنخفضة المرغوبة من الطبقات الفقيرة».
وتابعت: «نضطر للصعود إلى الباص ونحن نشعر بخجل كبير من الازدحام، وهو أيضا شعور الشباب والرجال، فتخيل كيف يكون موقفنا عندما يكون في الباص الواحد أكثر من 70 راكبا معظمهم وقوفاً».
وقالت: إن «هذا الازدحام غير الطبيعي لا يخلو من أن يستغله البعض من قليلي التربية فيتحرشون بالفتيات بحجة الازدحام، وغالباً ما حصلت مشادات ومشاجرات من وراء ذلك».
وبينت الفتاة، التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن «الفصل بين الجنسين في هذه الأيام أكثر من ضروري، لكن إذا تم توفير أعداد كبيرة من باصات النقل، وتجاوزنا مشكلة الازدحام، فيمكن حينها إعادة النظر بعملية الفصل بين الرجال والنساء، لأني أعتقد أنه لا حاجة للفصل حينها».
راكب آخر تحدثت إليه «القدس العربي» لم يرفض التجربة من حيث المبدأ، لكنه أبدى ملاحظاته عليها.
وقال: إن «تطبيقها على أرض الواقع يعني أن الباصات ستصبح أكثر ازدحاماً وخصوصاً في الجزء الذكوري منها، ما يؤدي بشكل غير مباشر إلى ازدياد حالات السرقة والنشل من ضعاف النفوس واللصوص، والذين سيستغلون الازدحام بالتأكيد» وتساءل: «وماذا لو كان رجل وزوجته أو شاب وشقيقته فهل يجب الفصل بينهما أيضا، وخصوصاً في السرافيس التي تحمل ركابها جلوساً فقط».