شدد محافظ دمشق ماهر مروان على ضرورة التنسيق المسبق مع المحافظة والجهات المعنية قبل تنظيم أي فعالية في المدينة، وذلك في أعقاب الحادث المأساوي الذي وقع في محيط الجامع الأموي الكبير. وأكد المتحدث باسم الحكومة السورية الجديدة محمد الفيصل أن تصريح المحافظ يأتي في إطار الحرص على سلامة المواطنين وتجنب تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة.
وكان حادث مأساوي قد هز العاصمة السورية دمشق ظهر يوم الجمعة في الـ10 من يناير 2025، حيث لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب 16 آخرون في تدافع عنيف وقع خلال فعالية لتوزيع الطعام غير المنسقة في محيط الجامع الأموي الكبير.
وكشفت التفاصيل أن الحادث نجم عن "وليمة" أقامها الشيف أبو عمر، المعروف على منصات التواصل الاجتماعي، دون تنسيق مسبق مع السلطات المختصة. وقد تجمع مئات المواطنين المحتاجين أمام المسجد للحصول على وجبات مجانية، مما أدى إلى التدافع المأساوي.
من جهته، أكد مدير صحة دمشق، الدكتور محمد أكرم معتوق، أن 13 مصاباً نُقلوا إلى مشفى المجتهد، وثلاثة آخرين إلى مشفى المواساة، في حين عولجت إصابات طفيفة في موقع الحادث. ويبقى طفل واحد تحت الملاحظة الطبية.
ويأتي هذا الحادث المؤسف ليسلط الضوء على المعاناة المتزايدة للشعب السوري، حيث دفع الفقر والحاجة الملحة المواطنين إلى التجمع بأعداد كبيرة للحصول على وجبة طعام مجانية. وشاركت فرق الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" في عمليات الإنقاذ والإسعاف، حيث قامت بانتشال جثة امرأة من داخل المسجد ونقل طفلة إلى المستشفى.
وتعهد محافظ دمشق بمحاسبة المقصرين، مؤكداً أن الحادثة لن تمر دون مساءلة. كما شدد على ضرورة تقديم دراسة تنظيمية شاملة تضمن معايير السلامة والأمان والحصول على الموافقات الرسمية اللازمة قبل إقامة أي فعاليات مستقبلية.