كشفت وكالة "أسوشيتد برس" خفايا صفقة كانت تدور بين الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة ترامب ونظام الأسد، وتقوم على سلسلة من إجراءات إثبات "النوايا الحسنة" تجاه النظام، بدءاً بتوسط واشنطن في عام 2018 لتقديم المساعدة في علاج أسماء الأسد من مرض سرطان الثدي، سعياً لإطلاق النظام سراح الصحفي الأمريكي أوستن تايس، الذي اختفت آثاره قرب دمشق في أغسطس 2012، بالإضافة إلى رهائن أمريكيين آخرين.
وشارك في المباحثات مع نظام الأسد حسب الوكالة، كاش باتل، وهو أحد كبار مساعدي البيت الأبيض، وسبقتها عدة محاولات أمريكية لبناء ما أسماه نيات حسنة" تجاه النظام، كان منها المساعدة في علاج الأسد، التي أُعلن عن تعافيها بعد عامٍ من ذلك، إلا أن المسعى لإطلاق سراح الصحفي تايس وصل إلى طريق مسدود حسب الوثائق التي اطلعت عليها "الأسوشيتد برس"، بسبب "مطالب نظام الأسد المتعارضة مع أهداف السياسة الخارجية الأمريكية"، وقرب انتهاء ولاية الرئيس ترامب، التي لم تستطع بذلك الإيفاء بتعهداتها لوالد تايس، بإطلاق سراحه.
وتعرض نظام الأسد لعدد من الإهانات من الرئيس الأمريكي السابق ترامب، كان منها وصفه له بـ"الحيوان"، في مايو 2018، وتعهد بأن يجعله يدفع ثمن هجومه الكيماوي على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، وسبق ذلك توجيه القوات الأمريكية ضربات صاروخية على مطار الشعيرات في محافظة حمص في السابع من نيسان/أبريل 2017، بعد إنذارٍ من ترامب للأسد، بأن عليه أن ينتظر الصواريخ الأمريكية "الجميلة"، وقال الأمريكيون وقتها، بأن الهجوم الذي استخدموا فيه 59 صاروخاً، جاء رداً على "الهجوم الذي شنته الحكومة السورية بالأسلحة الكيمياوية في 4 نيسان/أبريل في خان شيخون، والذي أسفر عن مقتل وجرح المئات من السوريين الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال"، إلا أن أمريكا كانت أبلغت روسيا مسبقاً بهجومها، وقد عاد المطار للعمل بعد ساعات قليلة من قصفه.