حزب الله اللبناني يمتنع عن إرسال قوات إلى شمالي سوريا وسط تصاعد التوترات الإقليمية

السوري اليوم
الثلاثاء, 3 ديسمبر - 2024
قوات من حزب الله في سوريا
قوات من حزب الله في سوريا

أفادت وكالة “رويترز”، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن حزب الله اللبناني لا يعتزم حالياً إرسال مقاتلين إلى شمالي سوريا لدعم قوات النظام السوري، على الرغم من استمرار التصعيد العسكري في المنطقة. يأتي ذلك في وقت تواجه فيه الجماعة تحديات داخلية وخارجية، بما في ذلك التوتر المتصاعد على الحدود اللبنانية مع إسرائيل.

طهران تؤكد قدرتها على دعم حلفائها دون تدخل مباشر

وفي سياق متصل، صرّح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن قوات النظام السوري قادرة على مواجهة المعارضة المسلحة، لكنه أكد استعداد “جماعات المقاومة” لتقديم الدعم عند الحاجة.

وقال مسؤول إيراني كبير إن طهران تتابع الأوضاع في سوريا عن كثب ومستعدة لدعم حكومة النظام السوري “بأي طريقة ممكنة”، لكنه نفى وجود أي خطط حالية لتقديم دعم عسكري مباشر أو نشر قوات على الأرض.

انسحاب حزب الله من سوريا يبرز أولوية المواجهة مع إسرائيل

بحسب المصادر، فقد سحبت الجماعة اللبنانية بعض قياداتها العسكرية البارزة من شمالي سوريا، خاصة المسؤولين عن العمليات في حلب، وذلك للمشاركة في مواجهة التوترات المتزايدة مع إسرائيل على الحدود اللبنانية.

وأشارت المصادر إلى أن حزب الله أعاد نشر بعض قواته إلى لبنان منذ أكتوبر الماضي، مع احتدام المعارك على الحدود الجنوبية. ويُعزى هذا الانسحاب جزئياً إلى الخسائر البشرية التي تكبدتها الجماعة خلال الضربات الجوية الإسرائيلية، والتي استهدفت مواقعها في سوريا ولبنان.

خسائر كبيرة نتيجة الغارات الإسرائيلية

أكد مصدر مطلع أن الجماعة فقدت نحو 4000 مقاتل في هجمات إسرائيلية منذ أكتوبر 2023. وأشار إلى أن الغارات الإسرائيلية استهدفت بشكل متزايد مواقع حزب الله في سوريا، حيث سبق للجماعة أن تدخلت لدعم قوات النظام السوري منذ 2013.

تواصل إيراني مع حزب الله دون طلب رسمي من دمشق

ذكر مسؤول إقليمي مقرب من طهران أن هناك تواصلاً مستمراً بين إيران وحزب الله، لكنه أكد عدم وجود طلب رسمي من النظام السوري حالياً لإرسال قوات إضافية إلى شمالي سوريا.

التطورات تضع حزب الله أمام تحديات مزدوجة

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، يجد حزب الله نفسه في موقف معقد، إذ يتعين عليه التوازن بين التزاماته في سوريا ودوره في مواجهة إسرائيل على الحدود اللبنانية. ومع غياب طلب رسمي من دمشق وعدم وجود خطط إيرانية للتدخل المباشر، يبدو أن الجماعة تركّز حالياً على حماية موقعها الإقليمي واستراتيجياتها الدفاعية على الحدود اللبنانية.