على مدار أربعة عقود، كانت سياسة الاسترضاء هي الاستراتيجية الرئيسية التي اتبعتها العديد من الدول الغربية تجاه نظام إيران. كانت هذه السياسة تهدف إلى تقليل التوترات وتأمين المصالح الاقتصادية من خلال التعامل والتعاون مع النظام الإيراني. ومع ذلك، لم تكن نتائج هذه السياسة متوافقة مع الأهداف المبدئية، بل أدت إلى تقوية النظام الاستبدادي وتطوير الأنشطة الإرهابية للنظام الإيراني.
أبعاد فشل سياسة الاسترضاء
لقد أعطت سياسة الاسترضاء، على عكس المتوقع، للنظام الإيراني الفرصة لـ:
توسيع الأنشطة الإرهابية والتجسسية: حيث تهدد العمليات الإرهابية المتعددة التي نفذها النظام الإيراني في أوروبا وأمريكا، بما في ذلك الهجمات المخطط لها ضد أعضاء المقاومة الإيرانية، الأمن الدولي بشكل مستمر.
تعزيز قمع المعارضة الداخلية: استخدم النظام الإيراني المساحة السياسية والاقتصادية التي وفرتها سياسة الاسترضاء لتعزيز قمعه للمعارضين المحليين، بما في ذلك المقاومة الإيرانية.
زعزعة استقرار المنطقة: سمحت سياسة الاسترضاء للنظام الإيراني بتوسيع الحروب بالوكالة في الشرق الأوسط وتعميق الأزمات الإقليمية.
لماذا فشلت سياسة الاسترضاء؟
خطأ في التقدير: كان مصممو سياسة الاسترضاء يعتقدون أن منح التنازلات للنظام الإيراني سيسهم في تغيير سلوكه. ولكن الطبيعة الأيديولوجية والقمعية للنظام جعلته لاعبًا غير موثوق به في الساحة العالمية.
تجاهل دور الشعب والمقاومة الإيرانية: بدلاً من دعم مطالب الشعب الإيراني في الحرية والديمقراطية، سعى صانعو السياسات إلى تحقيق أهدافهم من خلال التفاوض مع النظام. وهذا ساهم في تقليل الضغط الدولي على النظام وأدى إلى تعزيز قمع الشعب والمقاومة.
تغير الموقف الدولي
اليوم، وبعد عقود من التجربة، توصل المجتمع الدولي إلى حقيقة أن سياسة الاسترضاء هي استراتيجية فاشلة. هذا التحول في الموقف تجلى بشكل واضح في المؤتمر الأخير الذي انعقد في البرلمان الأوروبي، والذي حضرته السيدة مريم رجوي. وقد أظهرت استجابة ممثلي الأحزاب الأوروبية المختلفة للبرامج التي تقدمها المقاومة الإيرانية هذا التغيير في الموقف.
البديل: دعم الشعب والمقاومة الإيرانية
لقد أظهرت التجربة أن النظام الإيراني لا يمكن احتواؤه إلا من خلال الضغط الداخلي والخارجي. يجب على المجتمع الدولي:
دعم المقاومة الإيرانية، خاصة وأن هذه المقاومة تقدم خطة واضحة للانتقال إلى الديمقراطية.
فرض عقوبات ذكية وموجهة ضد النظام والمؤسسات القمعية التابعة له.
ربط العلاقات الدبلوماسية مع تصرفات النظام في مجال حقوق الإنسان والأنشطة الإرهابية.
وفي الختام، كما أكدت المقاومة الإيرانية مرارًا، فإن الحل الوحيد لأزمة إيران لا يكمن في تغيير سلوك النظام، بل في إسقاط هذا النظام الرجعي بالكامل وإقامة نظام ديمقراطي يعتمد على سيادة الشعب.