نعيم قاسم يؤكد قدرة حزب الله على الاستمرار في المعركة ضد اسرائيل

فرانس برس
الأربعاء, 30 أكتوبر - 2024
الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم
الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم

أكّد الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم الأربعاء أن الحزب قادر على الاستمرار في الحرب ضد إسرائيل رغم الضربات التي طالته وأنه مستعدّ لوقف إطلاق نار لكن بشروط يراها "مناسبة".

وكثفت إسرائيل التي تخوض حربا ضد حزب الله الشيعي منذ أيلول في لبنان، القصف الأربعاء على معاقل حزب الله مستهدفة بالإضافة إلى جنوب البلاد مدينة بعلبك وقرى محيطة بها في الشرق.

ليلا، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 11 شخصا في غارات شنّتها إسرائيل على بلدات سحمر (شرق)، و19 آخرين، بينهم ثماني نساء، في ضربات إسرائيلية على منطقة بعلبك في شرق لبنان.

وأدت غارة على محافظة النبطية في جنوب لبنان إلى مقتل نائب قائد قوة الرضوان التابعة لحزب الله مصطفى أحمد شحادة، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي. وأفاد الجيش في بيان بأن شحادة كان يدير عمليات الرضوان في سوريا ويشرف على "هجمات إرهابية في جنوب لبنان".

وخسر حزب الله عددا كبيرا من قياداته العسكرية بغارات اسرائيلية بينهم الأمين العام للحزب حسن نصرالله الذي اغتيل بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول.

وأكّد الأمين العام الجديد للحزب نعيم قاسم الأربعاء في كلمة مسجلة هي الأولى له بعد إعلان انتخابه الثلاثاء خلفا لنصر الله، الاستمرار في "تنفيذ خطة الحرب" التي وضعها سلفه.

وأعلن أنّ الحزب بدأ "يستعيد وضعه بملء الفراغات ووضع قيادات بديلة" بعد الضربات "المؤلمة" التي تلقاها منذ منتصف أيلول.

وأكد أنّ الحزب المدعوم من إيران يقاتل إسرائيل دفاعا عن الأراضي اللبنانية ولا يقاتل "نيابة عن أحد". ولفت إلى أنّ حزب الله قادر على الاستمرار في الحرب ضد إسرائيل "لأيام وأسابيع وأشهر".

لكنه أكّد أيضا أن حزب الله مستعدّ لوقف إطلاق نار مع اسرائيل لكن بشروط يراها "مناسبة".

وأضاف أنه "إلى الآن كل الحراك السياسي" لم يفض إلى "نتيجة لأنه لم يطرح إلى الآن مشروع توافق عليه اسرائيل ويمكن أن نناقشه".

تشترط إسرائيل انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود مع إسرائيل وآلية تدخل دولية لفرض الهدنة وضمان احتفاظ إسرائيل بحرية التحرك في حال وجود تهديدات، وفقا للقناة 12 الإسرائيلية.

وفتح حزب الله في الثامن من تشرين الأول جبهة "إسناد" لحركة حماس في حربها مع إسرائيل، متعهدا مواصلة الهجمات "حتى توقف العدوان على غزة".

في الأثناء أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن "المسؤولين في البيت الأبيض آموس هوكستين وبريت ماكغورك في طريقهما إلى إسرائيل للبحث في قضايا تشمل حلا دبلوماسيا في لبنان فضلا عن التوصل لإنهاء النزاع في غزة".

وقال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الأربعاء إنّه التمس من هوكستين إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الخامس من الشهر المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وقال ميقاتي في مقابلة مع قناة "الجديد" التلفزيونية اللبنانية، إنّ "الاتصال اليوم (الأربعاء) مع هوكستين أوحى لي أنه ربما يمكن أن نصل خلال الأيام المقبلة، قبل الخامس من الشهر المقبل إلى وقف لإطلاق النار"، معتبرا أن حزب الله "تأخر" في فصل جبهة لبنان عن غزة.

- صواريخ -

يشن الجيش الإسرائيلي ضربات يومية مكثّفة منذ 23 أيلول في لبنان، خصوصا على معاقل حزب الله، وأطلق هجوما بريا على جنوب البلاد في 30 أيلول.

وتقول إسرائيل إنها تريد تحييد حزب الله في المناطق الحدودية في جنوب لبنان والسماح بعودة 60 ألف مواطن نزحوا من شمال اسرائيل بسبب إطلاق الصواريخ المتواصل خلال العام الماضي.

في شرق لبنان سجّل نزوح كثيف لسكان مدينة بعلبك وقرى في محيطها بعد ساعات قليلة على إصدار الجيش الاسرائيلي إنذارا بالإخلاء.

وفق الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية طالت الغارات الإسرائيلية أحياء سكنية في المدينة كما سجّلت معارك قرب الحدود.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه استهدف "مراكز قيادة ومنشآت" لحزب الله، في ضربات شنها خلال النهار على مدينتي بعلبك في شرق لبنان والنبطية في جنوبه.

في المقابل، أعلن حزب الله شن هجمات عدة على شمال إسرائيل، كما استهدف "معسكر أدام لتدريب مجموعات الوحدات الخاصة جنوب شرق تل أبيب بصواريخ نوعية".

وقتل منذ 23 أيلول 1780 شخصا على الأقل جراء الضربات الإسرائيلية على لبنان، وفق حصيلة أعدتها فرانس برس بناء على بيانات وزارة الصحة، رغم أنه يرجّح بأن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.

- هدنة "لأقل من شهر" -

توازيا، تواصل إسرائيل ضرباتها ضد حركة حماس في قطاع غزة، في وقت تستعد فيه الدول الوسيطة لاقتراح هدنة "لأقل من شهر".

وانخرطت قطر والولايات المتحدة إلى جانب مصر، في وساطة لوقف الحرب الدائرة في غزة وإطلاق سراح رهائن إسرائيليين في القطاع ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وبحث رئيس الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) دافيد برنيع ورئيس السي آي إيه (وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية) وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري في الدوحة يومي الأحد والاثنين اقتراح هدنة "لأقل من شهر"، بحسب مصدر مقرب من المفاوضات.

وقالت مصادر في حماس إن الحركة جاهزة للتجاوب مع أي مقترحات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة إذا تضمنت الانسحاب الإسرائيلي، لكنها لم تستلم أي مقترح رسمي يفضي إلى وقف الحرب.

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارة تفقدية لقواته في رفح جنوب قطاع غزة الأربعاء إنه يتعين عليهم ممارسة "ضغط عسكري" لضمان عودة الرهائن المحتجزين في الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من عام.

- "مجازر كثيرة" -

ويشن الجيش الاسرائيلي منذ 6 تشرين الأول من العام الماضي عمليات في شمال غزة مؤكدا أنه يريد منع مقاتلي حماس من تجميع صفوفهم.

وأعربت الولايات المتحدة الأربعاء عن إحباطها بعد غارة إسرائيلية على مبنى في بيت لاهيا أوقعت نحو مئة قتيل، بينهم أطفال.

وأعلنت إسرائيل أنها بصدد التحقيق لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قال إن إسرائيل "لا تفعل ما يكفي لإعطائنا الإجابات التي طلبناها".

ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "المجازر الكثيرة" في شمال القطاع، وفقا للمتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.

من جانبه، دعا مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" السلطات الإسرائيلية التي تتحكم في دخول المساعدات، إلى "السماح على نحو عاجل بوصول المساعدات الإنسانية الأساسية".

وتسبّبت الحملة العسكرية الإسرائيلية العنيفة في غزة بمقتل ما لا يقل عن 43163 فلسطينيا، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.