نفت إيران اليوم، عبر مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، وجود أي توتر في العلاقات بينها وبين النظام السوري، مشيرة إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال “شخصية مؤثرة تؤمن بالمقاومة” وتدعمها، رغم عدم مشاركته الفعالة في التصعيد ضد إسرائيل الذي تقوده قوى محور المقاومة.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، أوضح مكتب ولايتي أن هناك شائعات كاذبة انتشرت عبر بعض القنوات الإعلامية المستقلة ومواقع التواصل، تزعم توتراً بين طهران ودمشق بهدف زعزعة العلاقات بين الجانبين. وأكد ولايتي أن “الحكومة السورية هي جزء أساسي من محور المقاومة المناهض للصهيونية، وأن بشار الأسد يدعم بوضوح نهج المقاومة، على الرغم من ابتعاده عن المشاركة المباشرة في الصراع ضد إسرائيل.”
وتأتي هذه التصريحات في سياق تصاعد التوترات بالمنطقة، حيث تشن إسرائيل حملة عسكرية واسعة على قطاع غزة دخلت عامها الثاني، إضافة إلى استهداف مواقع لـ”حزب الله” في لبنان، وسط عزوف النظام السوري عن المشاركة العسكرية أو الإعلامية النشطة في هذه المعارك، ما يثير التساؤلات حول التوجه السوري الراهن. فبعدما كانت سوريا في السنوات الماضية إحدى ساحات المواجهة مع إسرائيل من خلال الضربات الإيرانية وحلفائها، فإن الأسد يبتعد عن التدخل العسكري، مكتفياً بموقف المراقب.
وتشير التطورات إلى أن سوريا تحولت، خلال العقد الماضي، إلى مسرح صراع غير مباشر بين إيران المدعومة بحلفاء مثل “حزب الله” وبين إسرائيل المدعومة أميركياً. ومع ارتفاع وتيرة الضربات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع سورية وإمدادات عسكرية لحزب الله، يرى محللون أن إيران تسعى من خلال تصريحات ولايتي إلى إعادة ترتيب الصفوف ضمن محور المقاومة، خاصةً بعد مقتل العديد من القيادات البارزة للحزب في لبنان وشن إسرائيل غارات متكررة على الأراضي السورية.