تصاعد الحرائق في مخيمات شمال سوريا وسط افتقار لمواد التدفئة الآمنة واستمرار النزوح

السوري اليوم
الثلاثاء, 29 أكتوبر - 2024
الدفاع المدني السوري يخمد حريق سابق بأحد مخيمات ريف إدلب
الدفاع المدني السوري يخمد حريق سابق بأحد مخيمات ريف إدلب

سجلت مخيمات النازحين في شمال سوريا تصاعداً حاداً في عدد الحرائق خلال الأسبوع الماضي، إذ تجاوز عددها 14 حريقاً ناجماً عن عوامل متداخلة، أبرزها انخفاض درجات الحرارة واعتماد النازحين على وسائل تدفئة بدائية. وأوضح فريق “منسقو استجابة سوريا” أن إجمالي الحرائق المسجلة منذ بداية العام الحالي بلغ 184 حريقاً، ما أدى إلى احتراق 241 خيمة ومسكن، وتسبب بإصابات ووفيات بين النازحين.

ووفقاً لتصريحات الفريق، تعتمد 90% من العائلات النازحة على مواد تدفئة غير آمنة، مثل البلاستيك والنفايات، بسبب افتقارها لوسائل بديلة في ظل انخفاض الدعم والمساعدات، ما يفاقم مخاطر نشوب الحرائق. كما حذر الفريق من تزايد وتيرة الحرائق مع استمرار انخفاض درجات الحرارة وغياب أماكن آمنة للتدفئة في المخيمات.

أسباب الحرائق ونقص المعدات الوقائية

يرجع فريق “منسقو الاستجابة” انتشار الحرائق إلى استخدام الخيام القماشية دون وجود عوازل حرارية، حيث تفتقر 96% من المخيمات للعوازل الأساسية لحماية الخيام من الحرارة ومنع انتشار النيران. كما ناشد الفريق المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة بإمداد المخيمات بمعدات وقائية مناسبة للتدفئة، وإنشاء نقاط إطفاء في المخيمات الكبرى لتسهيل التعامل مع الحرائق وتقليل الخسائر البشرية.

نداءات لتحسين وضع المخيمات

طالب الفريق بتكثيف الجهود لتوفير مستلزمات وقاية من الحرائق، وتوفير وسائل تدفئة آمنة للعائلات، لا سيما مع عدم قدرة أكثر من 94% من الأسر على تأمين مستلزمات التدفئة للشتاء القادم، الذي يُتوقع أن يكون قاسياً على النازحين. كما دعا إلى تدريب فرق مختصة لمواجهة الحرائق وتقليل الضحايا، والاهتمام بتركيب أنظمة عزل حراري داخل المخيمات.

الشتاء يزيد من احتياجات النازحين

يعيش في مخيمات شمال غرب سوريا أكثر من مليوني نازح موزعين على 1508 مخيمات، يعاني نصفهم من نقص الخدمات الأساسية، بما فيها مياه الشرب والصرف الصحي والمدارس والمراكز الطبية، ومعظمهم من الأطفال. وتزداد احتياجات هذه المخيمات مع قدوم الشتاء، ما يضاعف الحاجة إلى تأمين مواد التدفئة والأغطية واستبدال الخيام المتهالكة.

وبحسب إحصائيات العام الماضي، تسببت موجات البرد القاسية في وفاة 42 نازحاً نتيجة نقص المساعدات، وفي ظل تزايد أعداد المحتاجين، يواجه النازحون في شمال سوريا شتاءً صعباً، يهددهم بالتدهور الإنساني المتواصل.