البرلمان الأوروبي يطالب بإدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب.. نقاشات حادة حول دعم النظام الإيراني للإرهاب

مهدي عقبائي - السوري اليوم
الجمعة, 25 أكتوبر - 2024
جلسة في الاتحاد الأوروبي
جلسة في الاتحاد الأوروبي

جلسة البرلمان الأوروبي التي عُقدت في ستراسبورغ يوم الثلاثاء، ۲۲ أكتوبر ۲۰۲۴، خُصصت لمناقشة الإرهاب المدعوم من قبل النظام الإيراني، بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية الأخيرة في أوروبا التي تم نسبها لإيران. وبهذه المناسبة، دعا نواب البرلمان الأوروبي (MEPs) إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني ضمن قائمة الجماعات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي، مؤكدين على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة من قبل الاتحاد الأوروبي للرد على تهديدات النظام الإيراني.

في بداية الجلسة، أشارت هيلينا دالي، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المساواة، إلى تدهور حالة حقوق الإنسان في إيران. ولفتت إلى دور النظام الإيراني في دعم الجماعات المسلحة التي تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، محذرة من مخاطر البرنامج النووي الإيراني الذي وصفته بأنه "يمثل تهديدًا متزايدًا." وأعربت دالي عن قلقها بشأن التهديدات الأمنية الناجمة عن وجود إيران في أوروبا، مشيرة إلى تقارير تفيد بتورط إيران في التخطيط لهجمات تستهدف نشطاء إيرانيين في القارة.

وأشار خافيير زارزالوس، رئيس لجنة الحريات المدنية والعدالة في البرلمان الأوروبي، إلى عدم وجود شك في استمرار النظام الإيراني في أنشطته الإرهابية بأوروبا، مشددًا على حادث محاولة اغتيال نائب رئيس البرلمان الأوروبي السابق في مدريد، والتي نُسبت إلى عملاء إيرانيين. وحذّر من استغلال إيران لأساليب التضليل لدعم مصالحها، داعيًا إلى عدم الانخداع بتكتيكات النظام الإيراني.

بدوره، طالب بيتراس أوستريفيتشوس، النائب الليتواني، بتشديد الإجراءات ضد النظام الإيراني، مؤكدًا أن "إيران، برغم تاريخها الثقافي الغني، أسيرة للتطرف الديني والإرهاب السياسي." ودعا النواب إلى دعم قرار البرلمان الليتواني بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية.

في السياق ذاته، دعا النائب السويدي إيفين أنكر إلى فرض عقوبات أشد على النظام الإيراني وإدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الإرهاب الأوروبية، مشيرًا إلى امتداد اليد الإرهابية الإيرانية في العديد من المناطق. من جانبه، وصف النائب الإيطالي كارلو ويدانتزا النظام الإيراني بأنه "دولة راعية للإرهاب"، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى التعامل بجدية أكبر مع هذه التهديدات.

أشار أنطونيو لوبيز إستوريز وايتي، النائب الإسباني، إلى محاولة اغتيال نائب رئيس البرلمان الأوروبي السابق أليخو فيدال كوادراس، مؤكدًا على أهمية إيقاف التدخلات الإيرانية في المنطقة. كما لفت النائب البرتغالي فرانسيسكو أسيس إلى أن "الشعب الإيراني محاصر بين أيدي المتطرفين الدينيين"، معتبرًا أن الإرهاب الإيراني يمثل تهديدًا للأمن العالمي.

أما النائب النمساوي لوكاس ماندل، فقد شدد على ضرورة حماية المواطنين الأوروبيين من الإرهاب الإيراني، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات مشتركة لمواجهة هذا التهديد. من جهته، طالب النائب البولندي آدم بيلان الاتحاد الأوروبي بموقف صارم تجاه إيران، مؤكدًا أن الحرس الثوري الإيراني يشارك في أنشطة تساهم في زعزعة استقرار المنطقة وتهديد حياة الأبرياء.

وفي كلمته، دعا النائب الهولندي بيرت جان رويزن المفوضية الأوروبية إلى إجراء تحقيق شامل حول نفوذ النظام الإيراني في أوروبا، مؤكدًا أن الحرس الثوري يجب أن يُدرج ضمن قائمة الجماعات الإرهابية. ولفت النائب الدنماركي إريك دال إلى احتمالية استخدام النظام الإيراني لعناصر مجرمة لتنفيذ هجمات في كوبنهاغن وستوكهولم، مشيرًا إلى أن النظام الإيراني يعمل كـ"ورم خبيث للشرق الأوسط وأوروبا."

واختتمت هيلينا دالي الجلسة بتأكيدها على أهمية الانتباه للتهديدات الإيرانية على أمن أوروبا. وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي فرض بالفعل عقوبات على الحرس الثوري بسبب قضايا حقوق الإنسان وأسلحة الدمار الشامل، مؤكدة على أن إضافة الحرس إلى قائمة الإرهاب يتطلب إجماع جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

أرسلت هذه الجلسة رسالة قوية، مؤكدًة أن نواب الاتحاد الأوروبي لم يعد بإمكانهم تحمل الأنشطة الإيرانية، مطالبين باتخاذ خطوات حازمة تشمل عقوبات جديدة ووضع الحرس الثوري ضمن قائمة الإرهاب الأوروبية.