مستقبل “حزب الله” في سوريا بعد مقتل قادته وتأثير الضربات الإسرائيلية على حضوره الميداني

السوري اليوم - موقع قناة الحرة
الاثنين, 30 سبتمبر - 2024
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

شهدت السنوات الماضية تغيرات عديدة في الدور الميداني لـ”حزب الله” في سوريا، خاصة بعد مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني. لعب الحزب دوراً رئيسياً في إدارة الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، حيث تموضع كصلة وصل بين القيادات العليا والميليشيات الميدانية.

ومع مقتل حسن نصر الله وعدد من قادة الصف الأول في الحزب نتيجة للضربات الإسرائيلية المستمرة، تثار التساؤلات حول مستقبل وجوده في سوريا. رغم الضربات، لا تزال الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني تسيطر على مناطق عدة، بما في ذلك دير الزور والبوكمال في الشرق، ومناطق أخرى في الشمال والجنوب السوري.

وفقاً لعمر أبو ليلى، مدير شبكة “دير الزور 24”، فإن حزب الله كان المسؤول عن إدارة الميليشيات الإيرانية في سوريا، لكن تراجع قوة الحزب قد يدفع الحرس الثوري الإيراني للتدخل بشكل أكبر. ورغم هذا، يبقى الحرس الثوري القوة المسيطرة في شرق سوريا، بغض النظر عن دور حزب الله.

على صعيد آخر، تحاول إيران نقل آلاف المقاتلين إلى الحدود السورية اللبنانية لضمان استمرار الإمدادات لحزب الله، في وقت تتعرض فيه معاقله في لبنان لضربات جوية إسرائيلية. كما بنى الحزب شبكة أنفاق بين البلدين لحماية قياداته وتأمين حركة الأسلحة والمقاتلين.

قبل مقتل سليماني، كان نشاط الميليشيات في سوريا مرتبطاً بشكل مباشر بقيادته، لكن بعد مقتله، تولى حسن نصر الله إدارة هذه الملفات. ومع تزايد الضغوط العسكرية، تشير تقديرات إلى احتمال انسحاب مقاتلي حزب الله من سوريا، ما قد يؤثر بشكل كبير على التوازن العسكري لنظام الأسد، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الشيعية.

إلى جانب ذلك، يرى الباحث سعد الشارع أن الحضور الإيراني في سوريا مدعوم بقوة من ميليشيات محلية وأجنبية، وهذا ما يربك التموضع دون أن ينهيه تماماً. في المقابل، يعتقد فيليب سميث، الباحث في جامعة ماريلاند، أن القيادة الميدانية للميليشيات في سوريا كانت بيد حزب الله، لكن وحدات عراقية قد تتولى القيادة بشكل مستقل إذا انسحب الحزب.

من جهة أخرى، تستمر الضربات الإسرائيلية في استهداف مواقع حزب الله والميليشيات الإيرانية في سوريا، وسط توقعات بزيادة حدة هذه الضربات خلال الفترة المقبلة. ورغم هذا، يبقى الوجود الإيراني في سوريا ضرورياً استراتيجياً، خاصة مع استمرار الضغوط الأمريكية والغربية على النظام السوري.

ويرى الخبراء أن تأثير الحملة الإسرائيلية على تموضع حزب الله في سوريا قد يكون محدوداً على المدى القريب، ولكن من المتوقع أن تؤثر بشكل أكبر على القدرات العسكرية للنظام السوري، خاصة مع تراجع دور الميليشيات الإيرانية نتيجة الضربات المتزايدة.