في حديثه لجريدة “الشرق الأوسط” بتاريخ 31 آب 2024، أكّد إيثان غولدريتش، مساعد نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى والمسؤول عن الملف السوري، أن القوات الأمريكية لن تنسحب من سوريا في الوقت الراهن. وعلل ذلك بعدم ضمان عدم عودة تنظيم داعش، وهو هدف يبدو صعب التحقيق. وأكد التزام إدارة بايدن بالشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، الأمر الذي يعكّر صفو العلاقات مع أنقرة التي تعارض هذه الشراكة بشدة.
تصريحات غولدريتش تعكس التوجه الأمريكي الحالي بعدم إجراء تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية تجاه سوريا قبل انتهاء ولاية إدارة بايدن. ومن المتوقع أن يستمر هذا الموقف حتى دخول الإدارة الجديدة في العام المقبل، مما يعني أن ملف سوريا لن يشهد تطورات كبيرة قريباً.
في الجانب الآخر، شهدت التصريحات التركية حول لقاء محتمل بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد تراجعاً، خاصة مع إعلان أنقرة شروطها الأربعة للتطبيع، والتي تشمل إقرار دستور جديد لسوريا، وإجراء انتخابات حرة، وضمان عودة اللاجئين بشكل آمن، ومكافحة الإرهاب وتأمين الحدود.
تزامن هذا التراجع مع تقدم المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب في استطلاعات الرأي، والذي كان قد أعلن سابقاً عن نيته سحب القوات الأمريكية من سوريا. وتُعد هذه الاندفاعة التركية تجاه الأسد انعكاساً للتأثر بالتطورات في السياسة الأمريكية، والتي قد تشهد تغييرات كبيرة في حال فوز ترامب بالرئاسة.
بالمجمل، يبدو أن التطبيع التركي مع الأسد قد يحظى بتساهل أمريكي، خاصة في ظل إمكانية صفقات اقتصادية غير رسمية بين البلدين، كما حصل سابقاً مع العراق وإيران. ومع استمرار وجود القوات الأمريكية في سوريا، يبدو أن الملف السوري سيبقى رهينة للتحولات السياسية في واشنطن وتأثيراتها على علاقات القوى الإقليمية.