أعلن رئيس النظام السوري بشار الأسد، يوم الأحد، أن روسيا وإيران والعراق قدمت مبادرات لتعزيز العلاقات بين دمشق وأنقرة، مشيرًا إلى أن استعادة هذه العلاقات تتطلب إزالة الأسباب التي أدت إلى تدميرها، حسبما أفادت وكالة أنباء النظام (سانا).
في خطاب أمام البرلمان، قال الأسد إن الوضع العالمي المتأزم وانعكاساته على سوريا تستدعي العمل بسرعة لإصلاح ما يمكن إصلاحه، بعيداً عن الجروح الناجمة عن “طعنة صديق”. وأوضح أن دمشق تعاملت مع المبادرات بشأن العلاقة مع تركيا التي قدمتها الأطراف الثلاثة من منطلق مبادئها ومصالحها، مؤكداً أن السيادة والقانون الدولي تتوافق مع مبادئ الأطراف الجادة في استعادة العلاقة، ومكافحة الإرهاب هي مصلحة مشتركة.
وأشار الأسد إلى أن سوريا لم تحتل أراضي بلد جار لتنسحب منها، ولم تدعم الإرهاب لتتوقف عن دعمه. وأكد أن الحل يكمن في المصارحة وتحديد أسباب الخلل بدلاً من المكابرة، موضحاً أن استعادة العلاقات تتطلب أولاً إزالة الأسباب التي أدت إلى تدميرها. وأضاف أن أي عملية تفاوض تحتاج إلى مرجعية واضحة كي تنجح، مشدداً على ضرورة انسحاب تركيا من الأراضي التي "تحتله"ا ووقف دعمها لـ "الإرهاب".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن في تموز الماضي عن احتمال بدء عملية تطبيع جديدة مع دمشق، وقد يوجه دعوة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. بعد ذلك، أعرب أردوغان عن استعداده لإصلاح العلاقات بين تركيا وسوريا، قائلاً إنه إذا اتخذ الأسد خطوة نحو تحسين العلاقات، فسترد تركيا بشكل إيجابي.
في منتصف تموز، أكد الرئيس السوري في تصريحات خلال الإدلاء بصوته في انتخابات مجلس الشعب أن بلاده إيجابية تجاه أي مبادرة لتحسين العلاقة مع تركيا. من جانبه، شدد وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد في حزيران على أن الشرط الأساسي لأي حوار سوري-تركي هو إعلان أنقرة استعدادها للانسحاب من الأراضي التي "تحتلها"، مؤكداً أنه لا يمكن التفاوض مع دولة "تحتل" أرضاً سورية.
وفي سياق متصل، أكد وزير الدفاع التركي يشار غولر مؤخراً أن بلاده تدرس إمكانية سحب قواتها من سوريا بشرط ضمان بيئة آمنة وحماية الحدود التركية.