سجلت أسواق الأسهم الأمريكية انخفاضاً حاداً يوم الاثنين، حيث شهدت المؤشرات الرئيسية أسوأ يوم تداول لها منذ ما يقرب من عامين. تزامنت هذه الاضطرابات مع حالة من الذعر العالمي المفاجئة التي بدأت مساء الأحد، مما أدى إلى تراجع قيمة الأسهم والعملات وحتى العملات المشفرة.
كان تقرير الوظائف الأخير في الولايات المتحدة أحد العوامل الرئيسية التي أثارت المخاوف، حيث أظهر إضافة 114 ألف وظيفة فقط في تموز، وهو رقم أقل بكثير من المتوقع. ورافق ذلك ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو أعلى مستوى له في نحو ثلاث سنوات، مما أثار الشكوك حول قوة الاقتصاد الأمريكي وأدى إلى توقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى خفض أسعار الفائدة في وقت أقرب وبشكل أكثر عدوانية.
انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 3.4%، وستاندرد آند بورز 500 بنسبة 3%، وداو جونز بنسبة 2.6%. كما شهدت الأسواق العالمية تراجعاً ملحوظاً، حيث انخفض مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 12%، وهو أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ 40 عاماً.
ورغم المخاوف من أن تؤدي هذه الاضطرابات إلى تباطؤ اقتصادي، يؤكد خبراء الاقتصاد أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال في وضع جيد نسبياً، حيث يواصل الأمريكيون الإنفاق وقطاع الخدمات ينمو. ويرون أن التراجع الحالي هو نتيجة لضغوط على المستثمرين لفك الصفقات المعقدة التي أدت إلى ارتفاع قيم الأسهم بشكل مصطنع.
في ضوء هذه التحديات، يتوقع الآن أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض عدة مرات قبل نهاية العام. وعلى الرغم من أن السوق يعاني من عدم الاستقرار، فإن بعض المحللين يرون في ذلك فرصة لتقييم الاقتصاد بشكل أكثر شمولية قبل اتخاذ أي خطوات جديدة.
من جهة أخرى، يشير مراقبون إلى أن تدخل بنك الاحتياطي الفيدرالي في الوقت الحالي ليس بالمهمة السهلة، وأن أي تحرك طارئ قد يكون غير مرجح ما لم تتفاقم الظروف بشكل كبير.