انقطاع الإنترنت والاتصالات في شمال سوريا يتسبب بأضرار إنسانية واقتصادية جسيمة

السوري اليوم
الخميس, 4 يوليو - 2024
برج اتصالات
برج اتصالات

يواصل انقطاع خدمة الإنترنت والاتصالات تأثيره السلبي على مناطق عديدة في شمال غرب سوريا لليوم الرابع على التوالي، مما يفاقم معاناة السكان ويعطل حياتهم اليومية.


وأكد ناشطون أن الإنترنت، الذي يتم توفيره من قبل شركات تركية، لا يزال مقطوعاً بشكل كامل عن معظم المدن والبلدات في ريفي حلب الشمالي والشرقي، مثل اعزاز ومارع والباب وجرابلس والراعي. وفي الوقت ذاته، بدأت بعض الشبكات المحلية وشبكات الاتصال الخلوية التركية في العمل ببعض المناطق مثل عفرين الواقعة شمال غرب حلب قرب الحدود التركية.


لم تتضح بعد الأسباب الحقيقية وراء انقطاع الإنترنت، حيث تختلف التبريرات من شركة لأخرى ومن منطقة لأخرى، فيما يعتبر السكان أن هذا الإجراء يأتي كجزء من “عقاب جماعي” رداً على الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها المنطقة.


وكان الانقطاع بدأ يتزامن مع ضعف الخدمة وتقييد الوصول إلى بعض شبكات التواصل الاجتماعي منذ الاحتجاجات التي شهدها الشمال السوري السبت الماضي.


في مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” بمحافظة إدلب وريف حلب الغربي، استمرت خدمات الإنترنت والاتصالات دون انقطاعات تُذكر، على عكس ما حدث في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري بريفي حلب الشمالي والشرقي.


أضرار إنسانية واقتصادية


وأكد ناشطون أن انقطاع الإنترنت يشكل ضربة قاسية لحياتهم اليومية في ظل غياب البدائل الفعالة، حيث أثر الانقطاع على التواصل مع الأقارب في الداخل والخارج وأدى إلى توقف الأعمال التي تعتمد على الإنترنت.


أشاروا إلى التأثير الكبير على الطلاب الذين يُحرمون من القدرة على متابعة دروسهم خاصة في فترة الامتحانات الجامعية. كما يعاني القطاع الصحي والإغاثي في المنطقة من صعوبات في التنسيق والتواصل مع المرضى والحالات الطارئة نتيجة الانقطاع.


وعبّروا عن غضبهم وإحباطهم من هذا الوضع، داعين السلطات المعنية، بما في ذلك المجالس المحلية والسلطات التركية، إلى إعادة تفعيل خدمات الإنترنت والاتصالات لتخفيف معاناتهم وتمكينهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، كما أنهم يواجهون صعوبات كبيرة في التواصل ونقل الأحداث الجارية في الشمال السوري، مشيرين إلى أنهم يعيشون في “عزلة عن العالم الخارجي”، وأن أعمال الشركات والمعامل والمنظمات تأثرت بشدة نتيجة اعتمادها على الإنترنت من المزودين الأتراك.


يشهد الشمال السوري حالة من الترقب والهدوء الحذر بعد يوم من الاحتجاجات الكبيرة التي شهدتها المنطقة رفضاً للتعدي على اللاجئين السوريين في ولاية قيصري وسط تركيا، حيث تخلل تلك الاحتجاجات صدام مسلح مع القوات التركية وقطع للطرقات.