بعد أن أنهت استعداداتها التي دامت يومين، وخلال فرض حظر التجوال النهاري في مخيم الهول، بدأ آلاف العناصر من قوات سوريا الديمقراطية حملة أمنية داخل المخيم الذي يضم عشرات آلاف اللاجئين، من بينهم عوائل لتنظيم داعش ومقربون منه، (بحثاً عن خلايا داعش)، حسبما أعلنت "قسد" في بيان أصدرته.
وقد تصاعدت عمليات القتل داخل المخيم خلال هذا العام، ووصلت إلى ما يقارب أربعين حالة بالإضافة إلى عشر اصابات، جرت معظمها بأسلحة كاتم صوت دون أن يتم الكشف عن الفاعل، كما يشهد المخيم عمليات تهريب إلى خارجه، حيث يدفع بعض سكانه أموال طائلة إلى شبكة من المقربين من "قسد" لمساعدتهم في الفرار منه، ضمن إطار عمليات الفساد، وهي واحدة من المعضلات التي يطرحها مخيم الهول، الذي بات يشكل قنبلة موقوتة.
وحسب مصدر أمني تابع لـ"قسد" من مداخل المخيم، يشارك ستة آلاف عنصر في العملية الأمنية الحالية؛ من قوات الأمن/الآسايش وقوات "قسد" بالإضافة إلى وحدات حماية المرأة، وتشمل العملية جميع قطاعات المخيم ويتوقع أن تستمر عدة أيام.
ويقيم في مخيم الهول حوالي ستين ألف نسمة، نصفهم من العراقيين، بينما تقدر نسبة السوريين باثنين وعشرين ألفاً، بالإضافة إلى ثمانية آلاف شخص من جنسيات أُخرى، منهم أوربيين، وتشكل العوائل نسبة كبيرة من المقيمين، بمن فيها الأطفال والنساء.
وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، دعا المجتمع الدولي للتعاون وإيجاد حلول عملية لمواطني أكثر من 60 دولة في مخيم الهول، بمن في ذلك عشرات الآلاف من العراقيين والسوريين، وحث جميع الدول تحمل مسؤولياتها إزاء مواطنيها، قائلاً: "هذا هو المكان الذي يموت فيه الأمل، إنها واحدة من أكبر أزمات حماية الطفل التي نواجهها اليوم".
وأكد ماروير ـ حسب رويترز ـ بأن: "عشرات الآلاف من الأطفال المحاصرين في مخيم الهول وغيره من المخيمات والمحتجزين في السجون هم ضحايا، ينشؤون في ظروف خطيرة دائماً، بغض النظر عما فعلوه هم أو آباؤهم ربما، أو ما هم متهمون به".