التايمز: الحرب في سوريا قلبت موازين القوى في الشرق الأوسط رأساً على عقب

السوري اليوم -تقارير مترجمة
الثلاثاء, 23 مارس - 2021
الحرب في سوريا -المصدر ويكيبيديا
الحرب في سوريا -المصدر ويكيبيديا

رأت صحيفة التايمز اللندنية ان الصراع الذي بدا بسيطا في بدايته ، حيث لم يكن يعدو عن احتجاج لاعتقال ناشطين ثوريين صغارا كتبوا شعارات على الجدران، كان له تداعيات استراتيجية كبيرة على دول كبرى مثل إيران والسعودية وتركيا وإسرائيل ،سمح لها ان تبرز كلاعبين رئيسيين في المنطقة.

وأشارت كاتبة المقال هانا لوسيندا سميث الى انه بعد عقد من الزمان، فإن النار التي أشعلت هذه الاحتجاجات لم تحرق سوريا، بل وانتشرت في كل المنطقة محطمة التحالفات القديمة ومؤسسة لتحالفات جديدة ، وخالقة مناطق قوة لقوى صاعدة قد تستمر لجيل أو أكثر.وأصبحت بغداد والقاهرة وبيروت ودمشق التي كانت  ذات مرة قلب الحياة السياسية والثقافية للمنطقة، مراكز خلفية ونائية، حيث انتقلت عملية صناعة القرار إلى الهامش.

وأضافت تقول : "وبصراحة، تحولت اربع دول إلى مراكز دفع رئيسية في الشرق الأوسط وهي: إيران والسعودية وتركيا وإسرائيل.

والمفارقة أن الرئيس بشار الأسد لا يزال في قصره، ولكنه أضعف لدرجة أنه أصبح مجرد تابع لموسكو وطهران.

الدور التركي

تركيا التي كان ينظر إليها كنموذج للديمقراطية الإسلامية في المنطقة التي خرجت من عقود من الديكتاتورية العسكرية، رمت نفسها خلف المعارضة السورية، لكنها غيرت مسارها عندما شاهدت صعود تنظيم “الدولة” والأكراد السوريين، إلى درجة باتت فيه أنقرة اليوم شبه معزولة عن جوارها الأوروبي وفي الشرق الأوسط.

الدور السعودي

أما السعودية التي دعمت في البداية الثورة السورية، فقد قامت بإصلاحات داخلية محلية ، وإن كانت تجميلية، مثل السماح للمرأة بقيادة السيارات.

ولكنها على صعيد آخر ، فهي صارت ديكتاتورية أكثر من أي وقت مضى ، حيث وطد ولي العهد محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي ، سلطته عبر سلسلة من تهميش وملاحقة منافسيه. ورأت الكاتبة ان ولي العهد يقوم بتحويل السعودية لمركز للإسلام السني دون أن يكون للإخوان المسلمين مكان فيه. فيما تابعت الرياض رسم خطوط المواجهة مع إيران التي شلتها العقوبات الأمريكية،

دور إيران

اعتبرت الكاتبة ان طهران استخدمت سوريا والفوضى فيها لتوسيع سيطرتها وتأثيرها في منطقة البحر المتوسط. وأنها فعلت هذا عبر دعم الجماعات الوكيلة لها في لبنان وسوريا والعراق واليمن. وأنها حصلت في المقابل ايضا على عقود إعادة إعمار في سوريا.

اسرائيل الرابح الحقيقي

 وخلصت الكاتبة الى أن إسرائيل ربما كانت الرابح الحقيقي من الحرب في سوريا، فقبل عقد من الزمان ، كانت فلسطين هي القضية المركزية في العالم العربي، حيث وقفت إسرائيل على جانب، والبقية ، من الدول التي ذكرناها ، على الجانب الآخر.

لكن الحرب في سوريا وصعود إيران ، أدى لتغير خطوط الصراع ليصبح النزاع سنيا – شيعيا ، وبخاصة من خلال التنافس السعودي- الإيراني، بدلا من أن يكون النزاع عربياً- اسرائيلياً.

وتسبب ذلك ،بالتقارب الحالي بين دول الخليج وإسرائيل ، باعتبار أن إيران هي العدو المشترك الآن.

والسؤال ، إن كانت إسرائيل ستستخدم الفرصة لجذب عقول وقلوب العرب بدلا من بناء علاقات مع الحكومات العربية فقط..



 وختمت  الكاتبة باختيار مقاطع من كتاب اسرائيلي حول الحرب في سورية ، ونقلت عن  كارميت فالنسي، المؤلفة المشاركة في كتاب “قداس سوري: الحرب الأهلية وتداعياتها” والباحثة في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بتل أبيب، قولها إن “النزاع في سوريا أسهم ، وبوضوح ، في اعتراف دول عربية ، وبخاصة دول الخليج ، بالحاجة لمحور جديد يتكون من دول مستقرة وبراغماتية ويمكن أن يجلب الإزدهار للمنطقة وتلعب فيه إسرائيل دورا”.

و”أصبح النهج قويا في المنطقة مع اكتشاف أن الولايات المتحدة لا تخطط للبقاء في الشرق الأوسط أو خوض حروب الآخرين".

و" بالنسبة لإسرائيل يجب أن يكون التطبيع نقطة انطلاق لمبادرات جديدة"