بالتزامن مع حديث مستمر عن التوصل لاتفاق جديد لتمديد الهدنة لأيام أخرى بين حماس واسرائيل تتواصل المعاناة في غزة ونقص المواد الإغاثية والغذائية والطبية مع دخول سيارات تحمل مساعدات لكنها غير كافية لسد حاجة مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين.
حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من خطر حدوث مجاعة في قطاع غزة، مؤكدا أن الإمدادات غير كافية على الإطلاق للتعامل مع مستوى الجوع الذي رصده موظفو البرنامج في الملاجئ وأماكن النزوح الأخرى.
وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان صحفي، مساء أمس، إنه من المحتمل جدا أن يكون سكان غزة، وخاصة النساء والأطفال، معرضين بشدة لخطر المجاعة إذا لم يتم ضمان الوصول المستمر للغذاء.
وأضاف البيان أن البرنامج سلم الغذاء الذي تشتد الحاجة إليه لأكثر من 120 ألف شخص في غزة خلال الفترة الأولية للهدنة الإنسانية.
وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، كورين فلايشر إنه بفضل الهدنة المؤقتة، "بدأت فرقنا العمل على الأرض، ودخلت إلى مناطق لم نصل إليها منذ فترة طويلة. إن ما نراه يعد كارثيا" مضيفة أن "خطر المجاعة والتضور جوعا يتكشف أمام أعيننا، ولمنع حدوث ذلك يتعين أن يتمكن البرنامج من جلب الغذاء على نطاق واسع وتوزيعه بأمان" مؤكدة أن ستة أيام ليست كافية لتقديم كل المساعدة المطلوبة، مضيفة أنه "يجب أن يأكل سكان غزة كل يوم، وليس لمدة ستة أيام فقط".
قال ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القُطري في فلسطين، سامر عبد الجابر إن فرق البرنامج روت لهم ما رأوه من "جوع ويأس ودمار" بين الأشخاص الذين لم يتلقوا أي إغاثة منذ أسابيع مضيفا ان الهدنة المؤقتة منحت فسحة من الارتياح، "والتي نأمل أن تمهد الطريق لهدوء طويل الأمد. لا يمكن أن يتوقف الآن وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق".
وأشار البرنامج إلى أن قافلته أجرت أثناء فترة الهدنة تقييمات واسعة النطاق لإثراء الاستجابة الجماعية، وتوسيع القدرات اللوجستية من خلال إنشاء وحدات تخزين ونقل المواد الغذائية بأمان عبر غزة.
وحذر من أنه وفقا لفريق البحث والتقييم والرصد التابع لبرنامج الأغذية العالمي، فإنه بعد سبعة أسابيع من عدم كفاية استهلاك الغذاء والمياه، من المحتمل جدا أن يكون سكان غزة، وخاصة النساء والأطفال، معرضين بشدة لخطر المجاعة إذا لم يتمكن البرنامج من ضمان الوصول المستمر للغذاء.