اشتهر بمؤلفاته ودواوينه الشعرية..وفاة الأديب السوري أحمد البراء الأميري

محمد سعدو - السوري اليوم
الأربعاء, 20 سبتمبر - 2023
صورة للشاعر الأديب  "  أحمد البراء الأميري "
صورة للشاعر الأديب " أحمد البراء الأميري "

توفي الدكتور " أحمد أبو البراء الأميري" صباح اليوم الشاعر والأديب السوري و عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية في مدينة الرياض عن عمر ناهز 79 عاما بعد تعرضه لوعكة صحية نقل على إثرها للمستشفى وتوفي هناك .

اشتهر بمؤلفاته المتنوعة منها ابراهيم عليه السلام ودعوته في القرآن و ايها الاصدقاء تعالوا نختلف وكتاب فن التفكير ولديه العديد من الدواوين الشعرية والمقالات والقصص المترجمة في صحف عربية ومجلات كثيرة منها " الفيصل " و " المجلة العربية " و " المسلمون " كما شارك في الكثير من المؤتمرات الأدبية وعمل لمدة سنتين في مكتب التربية العربي لدول الخليج كما قدم حوارات لإذاعة القران الكريم وإذاعة الرياض في المملكة العربية السعودية وشارك في عديد من الندوات الثقافية والأدبية . 

وُلد أحمد البراء بن عمر بهاء الدين الأميري ، في 18 شعبان 1363 هـ الموافق 7 أغسطس (آب) 1944 م، في قرية قرنايل في لبنان وحصل على شهادة الثانوية العامة (الفرع العلمي) في حلب عام 1963، ثم انتسب إلى كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية بجامعة دمشق ، ومنها حصل على الإجازة (ليسانس) عام 1967 ، ثم حصل على إجازة ليسانس من كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1972 .

ثم تحصل على شهادة "ماجستير" في الدراسات الإسلامية من جامعة الإمام محمد بن سعود عام 1982 ، وكان موضوع رسالته إبراهيم عليه السلام ودعوته في القرآن الكريم . ثم حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة البنجاب .

مؤلفاته : 

اللياقات الست "" دروسٌ في فنِّ الحياة" أيها الأصدقاء تعالَوا نختلف" (نظرات في فقه الائتلاف "  " أريد أن أعيش أكثر من حياة"  " فن التفكير " كيف ننتفع بالقرآن الكريم " " فقه دعوة الأنبياء في القرآن الكريم" 

الأميريات ، من روائع شعر عمر بهاء الدين الأميري 

تميَّز شعره بالرقة و العذوبة ، وتوهُّج العاطفة ، وسهولة التعبير ، ويكفي التمثيل لشعره بقصيدة ومقطَّعة : 

ويقول في قصيدته (حنين إلى الشهباء):


طال البِعاد وشفَّني النَّصَبُ


فمتى أعودُ إليكِ يا حَلَبُ


أودَعتُ فيك من الصِّبا عُمُرًا


بالشَّوقِ والأحلام يختَضِبُ


ونثَرتُ فوق رُباكِ أغنيَةً


بيضاءَ مِلءَ السَّمع تَنسكِبُ


غنَّيْتُها والحبُّ يُلهِمُني


والسَّامِرونَ برَجْعِها طَرِبوا


نَشْوانَ، خَمرِي ذَوْبُ عاطِفَتي


فاخجَل ودَعْني أيُّها العِنَبُ


ودَّعتُها وصِبايَ يَبسِمُ لي


ومُنايَ لا تَرقَى لها السُّحُبُ


وترَكْتُ فيها أكبُدًا صُدِعَت


ومَدامِعًا بالجَمْرِ تَلتَهِبُ


وأحبَّةً ذِكرايَ زادُهُمُ


لولا التصبُّر مسَّهُم لَغَبُ


أحلامُهُم شَوقٌ تُجنِّحُه


للصَّحْوِ آمالٌ لهُم قُشُبُ


والصَّحْوُ تَوقٌ للمَنام عَسى


طَيفٌ مِنَ المَحْبوبِ يَقترِبُ


أتُرى أعودُ إليكِ يا حلبُ


قبلَ المَماتِ ويَصدُقُ الرَّغَبُ


غادَرتُها طِفلًا تُعانِقُني


قُبُلاتُ أمٍّ كلُّها حَدَبُ


واليومَ شَيبي ضاحِكٌ وأنا


قد جُزْتُ سِنَّ الأربعينَ أَبُ


أأعودُ؟- ويحَ العَوْدِ - مُنفرِدًا


لم يبقَ لي خِلٌّ ولا أرَبُ


أأعودُ؟ والأحبابُ قد رحَلوا


والإرثُ عند النَّذل مُغتصَبُ


أأعودُ والدَّارُ التي دَرَجَتْ


فيها الخُطى بالحُزنِ تَنتقِبُ


أحجارُها هَرِمَت وقاعتُها


مَهجورةٌ، وفِناؤها خَرِبُ


لا زهرَ يَضحَكُ في حديقَتِها


لا ماءَ يَعلو صَدرَه الحَبَبُ


لا طِفلَ يمرَح في مَرابِعها


لا شيخَ تَروي عِلمَه الكتُبُ


لا شِعرَ يَشدو في مَحافِلها


صمتَتْ بها الأشعارُ والخُطَبُ


الأهلُ شتَّتَ شمْلَهم قدَرٌ


والصَّحبُ فرَّقَ جمْعَهُم رَهَبُ:


(عبدالكريم) رهينُ غُربتِه


و(أبو الحسَين) يَؤُوده التَّعَبُ


و(غياث) في القبر الغَريبِ ثَوى


و(بهاء) وجهٌ في الثَّرى تَرِبُ


صُوَرٌ مِن الماضي مُولَّهةً


في خافِقي المَلهوفِ تَنتحِبُ


شَهباءُ هذي الأنَّةُ انفلتَتْ


مِن مُدنَفٍ حُرٍّ له نَسَبُ


نسَبٌ تَروحُ الشَّمسُ كاسِفةً


مِن حُسنِه، وتظَلُّ تحتَجِبُ


فضْلٌ مِن الرَّحمنِ أغدَقَهُ


لم يَجنِه سعيٌ ولا دَأبُ


فعَسى الفِعالُ تَصُونُ لي شَرفًا


قد هانَ مَن لم يَحْمِهِ أدَبُ


شَهباءُ حبُّكِ في الفؤادِ لظًى


والشَّوقُ نحوَكِ باتَ يَضطَرِبُ


عُمْري مع الأيَّامِ مُنسَرِبٌ


والصَّفوُ في الأحزانِ مُنسَرِبُ


لم يَبقَ لي مِن مأمَلٍ غَرِدٍ


أسعَى له ليَكونَ لي غَلَبُ


إلا رضاءُ الله يَغمُرني


فتَزولَ مِن نَعمائه الحُجُبُ