في الوقت الذي تركز فيه انتباه العالم على الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن الهجمات الروسية الجديدة ضد المسيرات الأمريكية جعلت من سوريا ميدانا محفوفا بالمخاطر للتنافس العسكري بين الدولتين.
وتأكدت مخاطر التصعيد يوم الأربعاء عندما قامت مقاتلة روسية برمي بالونات حرارية أصابت جناح مسيرة أمريكية أم كيو-9 ريبر عندما كانت تحلق في شمال-غرب سوريا. وجاء الهجوم الأخير بعد حادث آخر في يوم الأحد عندما تضررت مسيرة ريبر أخرى فيما ينظر إليها المسؤولون الأمريكيون كجهود حثيثة من الروس للضغط على القوات الأمريكية والخروج من سوريا.
واستطاعت المسيرتان العودة إلى القاعدة رغم ما حل بهما من ضرر.
وتعلق الصحيفة أن المسيرات ليست الوحيدة التي تحرش بها الطيارون العسكريون الروس في الأسابيع الأخيرة. ففي 16 تموز/يوليو ناورت مقاتلة عسكرية روسية قريبا جدا من مروحية أمريكية بطريقة عرضت طاقمها للخطر، عندما اضطرت للتحليق وسط دخان الطائرة النفائة، وذلك حسب الجنرال ألكيوس غرينويتش، جنرال سلاح الجو البارز في الشرق الأوسط.
وأصدر البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) بعد حادث يوم الأحد بيانا اشتكى فيه من التحرش الروسي باعتباره غير مهني وقدم معه تسجيل فيديو أظهر المواجهة. وعبر الأمريكيون عن إحباطهم من حادث الأربعاء، حيث كانوا يأملون بتراجع الروس عن تحركاتهم التي اشتكت أمريكا منها. ولم يكن هناك أي ندم روسي عن حادث مماثل في آذار/مارس عندما تحرش الروس بمسيرة أم كيو-9 فوق البحر الأسود، حيث حطموا محركها لدرجة أجبرت أمريكا على تحطيمها تحت المياه.
وقال جنرال المارينز المتقاعد فرانك ماكينزي، والذي قاد القيادة المركزية في الشرق الأوسط ما بين 2019- 2022، إن استراتيجية موسكو هي إخراج القوات الأمريكية من سوريا في وقت باتت فيه البصمة العسكرية الأمريكية بالمنطقة متواضعة. وقال “يريدون جعل اللعبة غالية لنا لكي نلعبها بحيث نتراجع ولا نثبت في مواقعنا” و”عادة ما يصعد الروس ليخفضون التصعيد”.
العامل الأهم، هو الموقف العدواني الروسي في سوريا، فقد كانت الطائرة الروسية التي خربت المسيرة الأمريكية يوم الأربعاء تحمل علامة “زيد” والتي استخدمتها القوات الروسية في غزوها لأوكرانيا
وهناك عامل آخر وهو أن ميزان القوة في المنطقة قد تغير مع تخفيض الولايات المتحدة بصماتها في المنطقة. فقد مضت الأيام عندما كانت أمريكا تحلق طائراتها أف-22 فوق سوريا، بحيث لم يعد لدى الأمريكيين سوى بضع مقاتلات لمحاولة منع الطائرات الروسية في سوريا.