نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريرا يتضمن معلومات تفند رواية اليونان حول غرق القارب المنكوب
وذكرت "بي بي سي" في تقريرها، أن معلومات وصلت إليها تظهر خللا في رواية خفر السواحل اليوناني، حول غرق القارب، إذ أكدت حركة السفن الأخرى في منطقة غرق القارب إلى أنه كان مستقرا في مكانة لمدة سبع ساعات قبل أن يغرق دون تلقي أي مساعدة، في أن اليونان قدم رواية تقول أن القارب كان يبحر نحو إيطاليا ولم يكن يحتاج لمساعدة. بينما أكد خط الهاتف للطواريء بأنه تلقى مكالمة من هواتف اللاجئين في الساعة 12.17 بتوقيت غرينتش تفيد بأن المركب يحتاج للمساعدة. واللافت أن حركة الملاحة البحرية، تظهر قدوم سفينتين للقارب الغارق، بهدف تقديم المساعدة للمنكوبين بداخله. وفي حين تقول اليونان؛ إن القارب لم يكن بحاجة إلى مساعدة، أبلغ أحد أصحاب السفن التي ذهب لتقديم مواد غذائية للقارب الغارق، أن السلطات هي من طلبت منه التوجه وتغيير مساره نحو القارب الذي يقل اللاجئين.
ونشرت "بي بي سي" صورة تظهر أن القارب الغارق بقي في الفترة ما بين الساعة 19:40 وحتى 22:40 دون حركة، في حين زعم المسؤولون اليونانيون في الأصل أن الزورق كان يحافظ على مسار وسرعة ثابتين. وكان القارب المنكوب قد انقلب قبالة السواحل اليونانية وعلى متنه حوالي 700 لاجيء جلهم من السوريي وقد خصصت صحيفة “أوبزيرفر” افتتاحيتها لكارثة القارب المنكوب ودعت فيها الغرب لتحمل مسؤوليته تجاههم.
وأضافت أن جنسيات المئات من الذين يفترض أنهم ماتوا غرقا في مأساة القارب الأخيرة المروعة في البحر المتوسط تساعد على فهم الدافع وراء محاولتهم ركوب البحر والمضي في رحلة خطيرة. ففشل الغرب وقف حرب النظام السوري ضد شعبه قاد إلى أزمة المهاجرين في الفترة ما بين 2015- 2016، وعندما قام مئات الآلاف من السوريين بالبحث عن الملجأ الآمن بأوروبا لم يعد أحد يرحب بهم
ومع أن الهروب قد خف إلا أن الكثيرين ومنهم فلسطينيون يعيشون في ظروف يائسة في البلد الذي مزقته الحرب ولا يزالون يفرون من الاضطهاد الذي يمارسه النظام المنتقم أو يغادرون وبأعداد كبيرة تركيا التي لم تعد ترحب بهم.
وليس مفاجئا أن يكون أفغان من ضمن ركاب القارب، فقد كان قرار بريطانيا والدول الأوروبية الأعضاء بالناتو الانضمام إلى الولايات المتحدة والتخلي عنهم عام 2021، وراء الأزمة المتوقعة.
وربما وسعنا هذا الجدال ليضم الناس الذين تم تجاهلهم من الدول التي كانت مستعمرة سابقا في القرن الأفريقي ودول الساحل والصحراء وجنوب آسيا والتي يدفع سكانها حس العجز واليأس وغياب الأمن إلى الهجرة.
وتقول الصحيفة إن كارثة الأسبوع الماضي أدت إلى تبادل واسع للاتهامات. ووجهت الانتقادات لحرس الحدود اليونانيين لعدم تحركهم بقدر كاف وإنقاذ القارب المتهالك. وتغيرت الرواية الحكومية لما حدث في البحر بشكل يومي.