في ملف خاص عن تركيا تطرقت صحيفة "إيكونوميست" اللندنية للتقارب التركي مع النظام السوري مشيرة إلى أن المصالحة لن تغير شيء في حياة السوريين الذين يعيشون في فقر مدقع
وأضافت أن النظامين كانا صديقين لكن أي محلل نفسي جيد يعرف أن العلاقة بينهما عبثية، فقد تبادلا على مدى السنوات الماضية الشتائم، واستخدم أحدهما سبابا مثل “الإرهابي” و”السفاح” و”قاتل الأطفال”. أما الثاني فقد كانت لديه اختياراته من السباب مثل “السارق” و”القاتل” و”الموظف السابق لدى الأمريكيين”. وتضيف أن لدى البلدين أسباب لتطبيع علاقاتهما، ولكن هناك معوقات، وتشير إلى أن" وبعد 12 عاما على أول تظاهرة ضده، يمكن الحديث عن بشار الأسد بطريقتين، الأولى كـ”ناج” استطاع تجاوز التمرد وظل ممسكا بالسلطة ويخرج تدريجيا من عزلته. أما الثانية كـ”متسول” لديه القليل من الأصدقاء وبلد محطم." وحول وضع اللاجئين السوريين في تركيا تقول:" ويريد الحزب الحاكم، حزب العدالة والتنمية، التفكير بأن التطبيع مع نظام الأسد، سيحل مشكلة اللاجئين مع أن هذا لن يحدث على الأرجح".
وتعلق المجلة أن لقاء أردوغان- الأسد لو حصل، لن تكون التوقعات منه كبيرة، فالأسد يريد من تركيا الانسحاب من الأراضي التي تسيطر عليها، وعليه بالمقابل تحمل مسؤولية الحد من نشاطات قوات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال- شرق سوريا، وسيكون في وضع ضعيف للحد من نشاطاتهم. وحتى لو حصل على فرصة صورة مع أردوغان، فلن يسحب الأخير قواته. وتطرقت الصحيفة للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد وقالت أن حلفاء النظام لن ينقذوا نظام الأسد لأن كل منهم لديه مشاكله الخاصة فروسيا منشغله بحربها في أوكرانيا، وإيران بتحديات الإيرانيين لنظام الملالي علاوة على معاناتها من العقوبات.
وفي 2 كانون الثاني/يناير خفض النظام السوري من سعر الصرف بنسبة 30% أي 4.522 ليرة سورية للدولار، وهو سعر أفضل من السوق السوداء التي يباع فيها الدولار بـ 6.500 ليرة. وصادقت الحكومة في الشهر الماضي على ميزانية بـ 16.6 تريليون ليرة، بنسبة 12% لدعم المواد الأساسية، وأقل من العام الماضي. يعيش 90% من السوريين تحت خطر الفقر مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية بنسبة 80% في الفترة ما بين 2019-2021
