مضى أكثر من شهرين على الأحداث التي شهدتها كلية الإعلام والاتصال في جامعة حلب في المناطق المحررة، حيث يتواصل الحراك الطلابي الذي يطالب بتصحيح المسار في الكلية وإعادة المختصين ومؤسس كلية الإعلام والقضاء على الفساد التعليمي.
بدوره موقع السوري اليوم بحث في تفاصيل الأحداث، و وقف عند العديد من القضايا التي تشهدها كلية الإعلام والاتصال وأسباب الحراك الطلابي، وسط تجاهل رئاسة الجامعة لمطالبهم.
تفاصيل الخلافات في كلية الإعلام
طلاب من داخل الكلية تحدثوا لموقع السوري اليوم عن أصل الخلاف في الكلية وكيف تطورت الأحداث حتى وصلت إلى الإعلام، مع تعنت ٍمن قِبَل إدارة الجامعة وعمادة الكلية في الاستجابة للطلاب.
وبدء الخلاف مع قيام مجموعة كبيرة من طلاب كلية الإعلام والمعهد التقاني للإعلام بالتوقيع على عريضة ذكروا فيها عدداً من التجاوزات والكوارث الإدارية والفساد التعليمي الذي وقع فيها عميد الكلية السابق الدكتور أحمد الطويل، ورفعها إلى رئاسة الجامعة وعقد اللقاء معها للحديث عن تلك المخالفات التي وقع فيها الطويل خلال توليه عمادة الكلية العام الماضي.
و خضعت رئاسة الجامعة لضغوط الطلاب، وتقابلت معهم رسمياً وبلقاء مصوّر بحضور لجنة ومستشارين وعمداء كليات جامعة حلب ورئيس الجامعة،
وقدم الطلاب بيانهم مكتوباً وشفهياً متضمنا كافة الشكاوى المتعلقة بالعميد وسلوكيات البعض الموضحة في البيان.
وطالب الطلاب حينها في بيانهم إقالة العميد السابق، والمطالبة بتعيين الدكتور علاء رجب تباب عميداً كونه مؤسس الكلية ومختص أكاديمي في الإعلام.
وخلال اللقاء أعرب رئيس الجامعة عن رغبته بالموافقة على اقتراح الطلاب، مشيراً أنّ هذا مطلب الجامعة إلا أن الدكتور علاء لم يوافق على الدخول، وطلب منهم إقناع الدكتور علاء بالدخول إلى الداخل السوري ليتسلم العمادة، لكن بعد موافقة الدكتور علاء تلبية لرغبة الطلاب واستجابة للصالح العام للكلية ومسيرتها التعليمية، تراجع رئيس الجامعة وعين دكتور غير مختص من كلية الحقوق والعلوم السياسية!
وبعد ذلك أصدرت إدارة الجامعة بالتنسيق مع عمادة كلية الإعلام والاتصال البرنامج الدراسي وكان الدكتور علاء رجب تباب الذي من المفترض أن يكون عميداً بعد إقرار رئاسة الجامعة بذلك، خارج البرنامج أيضا! وعند تواصل الطلاب معه أكد لهم أن الجامعة لم تتواصل معه، ما يعني جرى الاستغناء عنه تعسفياً، كإجراء احترازي من الجامعة لوقوف تباب لجانب الطلبة ولكونه كان مؤثراً، ما أثار مخاوف أصحاب القرار، حسب وصف الطلاب.
تهديدات بالقتل تصل طلاب كلية الإعلام
وبعد إصرار الطلاب على مطالبهم وصلتهم تهديدات بالقتل، وأكد الطلاب أن أرقاماً مجهولة أرسلت لهم تهديدات بالقتل، إذا لم يتوقف حراكهم الطلابي. هذا وأكد الطلاب أنّ منشورات وصفوها بالساذجة والعارية عن الصحة تصلهم وتجيش ضد الدكتور علاء بتهمة أنّه مرتد وهدفه زعزعة أمن الجامعة، وهو ما اعتبره الدكتور علاء في منشوراته أنه أسلوب رخيص يهدف لمخاطبة الجهلاء وتحريضهم على الجريمة.
وبالرغم من مطالب الطلاب بالكشف عن سبب الاستغناء عن الدكتور علاء تباب، مؤسس الكلية، قدمت إدارة الجامعة أسبابا واهية إحداها أنّه يقلل من هيبة الرتبة الأكاديمية بأنه يقول للطلاب زملائي الطلبة، ما اعتبره تباب في أكثر من تصريح سابق له بأنه قرار تعسفي وأمني بامتياز. وفي صوتية أخرى و جهها الدكتور علاء لطلابه الذي ثاروا على قرار الجامعة مهددين بعدم متابعة الإضراب عن الذهاب للجامعة، متحدثا لهم بقوله: لا بد من متابعة دراستكم، فإنّ السفينة تستصلح وهي مبحرة، وأنه لن يتخلى عنهم ولم يخلف وعده لهم باستلام العمادة في كلية الإعلام، مشيرا أثناء صوتيته أنّه سيتابع معهم مسيرة التعليم في الكلية.
وكان عميد الكلية السابق أحمد الطويل قد أصدر بياناً، ادعى فيه أن الدكتور علاء تباب ليس هو المؤسس للكلية وإنما دعي لاحقاً للتدريس في الكلية بعد تأسيسها.
من جانبه أكد تباب لموقع السوري اليوم أن ما يتحدث به أحمد الطويل هو خربشاتٍ هيستيرية تصفع أولها آخرها، وأشار إلى أنه بالنسبة لإنكار الطويل أنّي المشرف على تأسيس كلية الإعلام وأنّ كلامي محض افتراء، تكذّبه الوثائق والمجموعات الالكترونية والاجتماعات وتصريحات رئيس الجامعة أمام طلاب الإعلام وشهادة الأكاديميين الذي رافقوني في التأسيس منذ الأيام،
ونشر الدكتور تباب فيديو لكافة محادثات غرفة تأسيس الكلية والتي تثبت عدم صحة إنكار إدارة الجامعة، ولقد تبين خلالها بشكل واضح أنه المؤسس وصاحب الفضل في إنشاء كلية الاعلام والاتصال بالمحرر.
وفي هذا السياق تواصل الموقع مع عدد من المدرسين في الكلية والذين شاركوا في تأسيسها بينهم البروفيسور السوداني (منصور عثمان محمد زين) الذي قال: "بالطبع الدكتور علاء رجب تباب هو المؤسس لكلية الإعلام والاتصال في جامعة حلب الحرة، وتواصل معي وطلب مساعدتي بحكم خبرتي رئيساً لجامعات عدة وعميدا سابقاً لكلية الإعلام في جامعة أفريقيا العالمية وبروفيسور مختص في الإعلام وأشرفت على رسالته في الدكتوراه وكان متميزاً وفريدا في طرحه دوماً، وطلب شهاداتي لوضعها ضمن الأوراق الثبوتية أيضا لكلية الإعلام المراد تأسيها والمشرف عليها هو شخصياً".
وأضاف البروفيسور قد شرفت أن أعمل تحت إشراف طالبي لمساعدة إخواننا السوريين، ساعدته في التأسيس وإعداد الخطط والمفردات والرؤية ومن ثم ولأسبابي الخاصة لم أتمكن من متابعة التدريس والمسيرة معه، وهذا الأمر تؤكده مجموعة الواتس التي كان يتم التراسل خلالها بين كافة الزملاء والتي كانت بعنوان فريق تأسيس الكلية، كنت فخوراً للغاية بهذا العمل والمجهود الرائع للشباب السوري.
وتواصلنا مع الدكتور (خالد) وهو مدرس في الجامعة اللبنانية ومدرس في كلية الإعلام والاتصال في جامعة حلب ومازال وكان أول أستاذ أكاديمي ينضم لفريق تأسيس كلية الإعلام التي كان يشرف عليها الدكتور علاء رجب تباب حسب أقوال متطابقة للفريق التدريسي والمكلف بتأسيس الكلية.
وقال الدكتور خالد: "بالنسبة للدكتور علاء فهو أخ وصديق وزميل وما عهدت عنه إلا خيراً، من باب الأمانة ففي بداية الأمر تواصل معي الدكتور علاء مقترحاً فكرة تعاون في عملية تعليم أكاديمي في كلية الإعلام التي ينوي تأسيسها بناء لطلب المعنيين في الجامعة وكان كلامه متخم بالمودة والمحبة وبعيداً عن الأمور المادية التي لم تكن أولولية بالنسبة لنا".
وأضاف أنه قرر تشكيل فريق أكاديمي مختص وفعلاً تواصل معي ومع البروفيسور السوداني منصور عثمان وبدأت الاجتماعات الإلكترونية لتأسيس كلية وبدأت النقاشات حول إعداد المقررات وكان للدكتور علاء جولات عديدة وأعدّ خطة كاملة متكاملة بهذا الخصوص وكانت خطة جيدة بحق وشاملة لكل جوانب الكلية وكل تعديل لاحق كان يصب في جوهر هذه الخطة التي أعدها الدكتور تباب.
وأوضح الدكتور أنه لم يكن يعلم بالجامعة والدخول إليها لولا وجود الدكتور علاء لأنه كان هو من يبحث عن المختصين للتعاون معهم وهذا الأمر موثق بشكل دقيق في العديد من مجموعات الوتساب وبعض الاجتماعات الفيزيائية في تركيا.
وهذه الشهادات التي وردت للتو توثقها محادثات إلكترونية عبر تطبيق واتساب والمراسلات، حين انتهى علاء تباب من إعداد الخطة لإنشاء كلية الإعلام والاتصال جرى إضافتهم إلى مجموعة عبر الواتساب ومؤخراً جرى إضافة أحمد الطويل وتعيينه عميداً للكلية.
فساد في الكلية متواصل
أكد مؤسس كلية الاعلام علاء رجب تباب لموقع السوري اليوم وجود فساد أكاديمي داخل الكلية، منها شراء الولاءات مقابل الحصول على العلامات والنجاح، وقد برز ذلك مع طلاب المعهد الاعلامي من قبل العميد السابق أحمد الطويل.
إضافة إلى الفساد الأخلاقي الذي مارسته عمادة الكلية من خلال تعيين مدرسين، متهمين بقضايا أخلاقية سابقة وكان قد تم طردهم سابقاً من أحد الجامعات في المناطق المحررة بسبب هذه التهمة الأخلاقية، واعتبر تباب هذه السلوكيات في أحد تصريحاته بأنها خيانة ثورية وطعنة بظهر العوائل السورية في المحرر، وأنّ على رئاسة الجامعة أن تعلم أنها مؤتمنة على "أسرنا وبناتنا وعوائلنا".
وبالرغم من استمرار الطلاب وإصرارهم على مطالبهم ترفض رئاسة الجامعة الاستجابة لها، وتواصل استغناءها عن أحد الدكاترة الاختصاصيين والمؤثرين بالرغم من قلة الاختصاصيين في الإعلام في المناطق المحررة وحاجة الطلاب الملحة لمدرسين اختصاصيين.
وأكد الطلاب للسوري اليوم أن الجامعة عينت أساتذة عليهم لإعطاء محاضرات اونلاين عبر منصة (الزوم) واستغنت عن دكتور في الإعلام أعلن استعداده للحضور الفيزيائي! معتبرين ذلك بأنه قراراً غير صائب ويستهين بعقل الطالب الجامعي وتكوينه.
ومع اقتراب انتهاء الفصل الأول، لا تستجيب الجامعة لمطالب الطلاب التي وصفها الكثير بأنها مطالب محقة، وخصوصاً أنها مطالب تحض على تحسين العملية التعليمية ورفدها بالاختصاصيين والقضاء على الفساد في أروقتها.