أفادت مصادر محلية بمحافظة إدلب أن مجموعات من “هيئة تحرير الشام” هاجمت أمس الخميس نقاطًا عسكرية لـ”الجبهة الوطنية للتحرير عمليات “الفتح المبين” التابعة لـ”الجيش الوطني”، على خلفية خلاف بين الطرفين حول فتح معبر جديد يصل بين مناطق نفوذ المعارضة ونظام الأسد.
وقالت مصادر عسكرية في الجبهة الوطنية للتحرير، لنورث برس، إن مجموعات عسكرية تابعة لـ “هيئة تحرير الشام” قامت عصر اليوم بمداهمة نقطتين للجبهة في المنطقة الواقعة بين مدينة سراقب الخاضعة لسيطرة قوات النظام ومدينة سرمين الخاضعة لسيطرة “تحرير الشام” شرقي إدلب، وطالبت من في هذه النقاط بالانسحاب منها.
وأضافت المصادر، أن عناصر الجبهة الوطنية للتحرير المتواجدين في النقاط آنفة الذكر رفضوا الانسحاب من نقاطهم الأمر الذي دفع عناصر “هيئة تحرير الشام” لإطلاق النار على عناصر الجبهة الوطنية، مما أدى إلى إصابة عنصرين بجروح متوسطة.
وفي 24 أيلول/سبتمبر الجاري قالت مصادر محلية إنّ آليات هندسية تابعة لـ”هيئة تحرير الشام” وصلت إلى الخط الفاصل بين مناطق سيطرة الفصائل، ومناطق سيطرة النظام شرقي إدلب، لإزالة السواتر الترابية تمهيداً لفتح المعبر.
وعملت فرق الهندسة التابعة لـ”تحرير الشام” على إزالة الألغام المزروعة على خط التماس في المنطقة، بالتزامن مع فرض طوق أمني هناك، ومنع الإعلاميين من الوصول إلى مكان الحدث.
.
وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب، اليوم الخميس 29 من أيلول، أن استنفارًا عامًا شهدته مناطق متفرقة من مناطق نفوذ “تحرير الشام” إثر هجوم على مجموعة مقاتلة من “الجبهة الوطنية” بالقرب من الطريق الدولي غرب مدينة سراقب.
من جانبه قال مسؤول المكتب الإعلامي في “الجبهة الوطنية للتحرير” سيف أبو عمر لعنب بلدي، إن “تحرير الشام” هاجمت عدة نقاط لـ”الوطنية” بالرشاشات، ما أسفر عن عدة إصابات في صفوف مقاتليها.
وأضاف أن الهجوم جاء بسبب انتشار نقاط “الجبهة الوطنية” على طريق سرمين- سراقب، ما يعطل مشروع فتح المعبر التجاري بينها وبين قوات النظام السوري.
في 24 من أيلول الحالي، أزالت “الهيئة”، السواتر الترابية من على الطريق الواصل بين مدينتي سرمين وسراقب، ومن محيط معبر “ترنبة-سراقب” الذي يفصل مناطق نفوذها عن مناطق النظام في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، دون إعلان “الهيئة” أو نشرها لأي توضيحات حول عمليات الإزالة.
تواصلت عنب بلدي عبر مراسلة إلكترونية مع المكتب الإعلامي لـ”تحرير الشام”، والذي اكتفى بنفي فتح المعبر في الوقت الحالي.
ويُستخدم معبر “ترنبة” في عمليات إدخال المساعدات الإنسانية من مناطق سيطرة النظام ضمن آلية “المساعدات عبر الحدود” التي تطبقها الأمم المتحدة في سوريا.
قضية المعبر تعود جذورها إلى أشهر سابقة، إذ سبق أن تعرّضت “تحرير الشام” لانتقادات من قبل ناشطين معارضين بسبب المعبر، معتبرين أن المساعدات التي تدخل عبره لن تحدث أثرًا يذكر على النازحين السوريين شمال غرب سوريا، بسبب انخفاضها، مقارنة بتلك التي تدخل عبر معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا.
وسبق أن شهدت محافظة إدلب ومناطق شمال غربي سوريا العديد من الخلافات بين “الهيئة” وفصائل أخرى، بدأت عام 2014 بخلاف بين “تحرير الشام” (جبهة النصرة آنذاك)، و”جبهة ثوار سوريا” وبعض فصائل “الجيش الحر”.
وأدت هذه الخلافات إلى حل العديد من التشكيلات المنضوية تحت لواء “الجيش الحر”، إذ اعتقلت “الهيئة” أعدادًا كثيرة من مقاتلي هذه الفصائل وصادرت أسلحتهم، لتتفرّد بحكم المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، في مناطق واسعة من شمال غربي سوريا.