قامت صحيفة الغارديان البريطانية بنشر تحقيق قدمته مجموعة لايت هاوس ريبورتس كشفت فيه عن كيفية نقل الفوسفات من المناجم السورية عبر الصحراء إلى أوربا مع أن النظام السوري يقع تحت العقوبات الدولية. وبدأت الصحيفة بالحديث عن سفينة “سي نافيغيتر” التي كانت تحمل العلم الهندوراسي اختفت عن أنظمة التتبع الدولي قريبا من ساحل قبرص. وعندما ظهرت بعد اسبوع كانت متجهة شمالا باتجاه أوروبا، لكن السفينة لم تختف فقد انسلت نحو ميناء سوري تسيطر عليه روسيا لنقل الفوسفات المادة الضرورية لإنتاج الأسمدة. ويكشف التحقيق أن تصدير مادة الفوسفات السورية الرخيصة السعر، ازدهر في السنوات الماضية. فليس لدى أوروبا مخزون كبير من مادة الفوسفات، ويكافح المزارعون للحصول على سماد الفوسفات، حتى قبل الحرب الأوكرانية والتي أدت لارتفاع أسعاره لمستويات أعلى. وتعلق الصحيفة أن هذه التجارة السرية تأتي بثمن باهظ، فتصدير الفوسفات يمنح شريان حياة للحكومة القمعية لبشار الأسد، ويحول المال الأوروبي إلى أهم شريك لسوريا في صناعة الفوسفات، الملياردير الروسي، غينادي تيموشينكو، الرجل المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومع أن العقوبات الأوروبية على سوريا لا تحظر بشكل واضح استيراد الفوسفات، إلا أنها تحظر توقيع عقود مع وزارة النفط والثروة المعدنية المشرفة على صناعة الفوسفات.
وفي تحليل لأشكال الرحلات واستخدام بيانات تتبع السفن، كشف عن سفن تحمل الفوسفات السوري حيث تختفي من رادارات المنظمة البحرية الدولية وهي في طريقها إلى سوريا، ثم تعود إلى الظهور وهي في طريقها نحو أوروبا بعد اسبوع أو اسبوعين. بالإضافة إلى هذا، قام العاملون مع تيمنشكو بخلق واجهات تجارية لنقل الفوسفات إلى أوروبا. وتكشف سجلات التجارة أن اسبانيا وبولندا وإيطاليا وبلغاريا استوردت الفوسفات السوري قبل فترة.
ويعتبر الفوسفات مادة مهمة للمحاصيل الزراعية وانتاج طعام الحيوانات. وتعتمد أوروبا على تجارة الفوسفات العالمية التي تقدر قيمتها بـ 55 مليار دولار. وزارة النفط والثروة المعدنية شركة “سترويترانغاز” الروسية السيطرة على أهم المناجم..