تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة التصريحات التي أطلقتها المعارضة التركية، حول موضوع ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم، في محاولة واضحة لجعل ورقة اللاجئين أداة لكسب المزيد من الأصوات في الشارع التركي، وفي مقابل هذه الهجمة التي وصفت بالـ "العنصرية" دأبت الحكومة التركية على توجيه رسائل للسوريين، تفيد بأن هذه العودة لن تكون إجبارية، وستكون بمحض إرادة اللاجئ السوري.
آخر هذه التطمينات ما صرح به "داوود غول" والي "غازي عنتاب" التركية، خلال لقائه مع الهيئة الاستشارية وأعضاء لجنة التواصل في الجالية السورية بالولاية، إن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، لن تكون قسرية إنما بشكل طوعي وبناء على رغبة الشخص.
وأكد غول على عدم الانجرار وراء حملات التحريض التي تستهدف اللاجئين السوريين، فيما طالب المسؤولين الأمنيين السوريين، بعدم الخشية من مراجعة المراكز الأمنية، والإبلاغ عن أي إساءة يتعرضون لها، لأنه سيتم تطبيق القوانين على الطرف المعتدي دون تمييز.
وكشف "غول" أن عودة السوريين إلى مناطق خارجة عن سيطرة النظام ستكون بعد تأمين البنى التحتية والأمنية والصحية والتعليمية والتجارة والصناعية، وليس بعد تأمين السكن فقط، مطالباً رجال الأعمال وأصحاب المعامل السوريين بعدم الخوف من الاستثمار.
وخلال الاجتماع طرح "غول" موضوع استثمار الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في شمال سوريا، لمن يرغب من رجال الأعمال السوريين العمل بها، مشيراً إلى وجود أكثر من ثلاثة آلاف معمل وشركة سورية مسجلة في غازي عنتاب.
وفي ختام حديثه أشاد "غول" بالخبرات السورية المختلفة، مؤكداً على ضرورة السعي للاستفادة منها واستثمارها في تركيا.
وكان "عمر أنهون" السفير التركي السابق في سوريا أكد في حديث خاص مع صحيفة "الشرق الأوسط" أن خطة المعارضة التركية لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم عبر التواصل مع النظام السوري، "غير مقنعة للغاية، ولا تبعث على الارتياح"، ولكن رغم ذلك، كان للمعارضة هدف "واضح منذ البداية".