أطباء سوريون يضمدون جراح الشعب الأوكراني

باسل المحمد – السوري اليوم
الأحد, 17 أبريل - 2022
أطباء سوريون (انترنت)
أطباء سوريون (انترنت)

قد يكون السوريون أدرى شعوب الأرض بآلام وجراح الشعب الأوكراني، ذلك أنهم يواجهون نفس العدو، وما يميز السوريين هو السنوات الطويلة التي عايشوا وقاوموا هذا المحتل الروسي، هذه السنوات المريرة زادت خبرتهم في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والإنسانية، وعلى سياق العمل الإغاثي والإنساني الذي تميز به السوريون أشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى وجود أطباء سوريين من منظمة (سامز) غير الحكومية قاموا بالمشاركة في عمليات الإغاثة والإسعاف في أوكرانيا بعد الغزو الروسي لها، لافتة إلى أن المنظمة تبرعت بأجهزة طبية تفوق قيمتها 100 ألف دولار.


"لوموند" عنونت مقالها بعنوان (الحرب في أوكرانيا: من حلب إلى خاركيف، يأتي الأطباء السوريون لمساعدة زملائهم)، إذ أوضحت الصحيفة الفرنسية أن الأطباء السوريين استفادوا من خبرتهم الميدانية أثناء إسعافهم الجرحى المصابين بقصف ميليشيا أسد على المدن السورية، مضيفة أنهم ذهبوا برفقة أعضاء من منظمة SAMS لتقديم يد المساعدة في المستشفيات الأوكرانية.

وأشادت "لوموند" بموقف الأطباء السوريين، إذ قالت عنهم: إنهم لا يكتفون فقط بإعلان تضامنهم مع الشعب الأوكراني الذي يعاني من وحشية الجيش الروسي، بل يحاولون بكل تصميم وضع أموالهم في مكانها الصحيح وتقديم دعم ملموس لأشقائهم الأوكران.

وإلى جانب ذلك التقت "لوموند" مع عدة أطباء سوريين يعملون في المشافي الأوكرانية، منهم جراح العظام السوري الأمريكي "سامر عطار" 46 عاماً والذي يعمل في مستشفى خاركيف، إذ يقول "عطار" إن الوضع في المدينة التي شوهها القصف الروسي والحصار القاسي المفروض عليها يذكره بمحنة مدينة حلب، حيث كان يقوم برحلات عديدة بين شيكاغو وحلب في تموز/ يوليو 2016، عندما أطبق حصار ميليشيا أسد على المدينة، قبل ستة أشهر من سقوطها تحت طوفان القنابل الروسية.

ومن الأطباء الذين التقتهم الصحيفة الفرنسية الطبيب "محمد غالب تيناري" 42 عاماً، المختص بقسم الأشعة، إذ قال "تينازي": إنه قدم من إدلب ولجأ إلى مدينة ديجون في فرنسا منذ عام ونصف، حيث قام برحلة استغرقت أربعة أيام إلى بروفاري إحدى ضواحي كييف، مؤكدة أنه أحضر إلى مستشفى البلدة شحنة من المعدات الطبية بقيمة 20 ألف دولار تم نقلها من الحدود البولندية لصالح الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS).

ولم تكن هذه الشحنة الوحيدة التي يقدمها الأطباء السوريون لأوكرانيا، إذ ذكرت "لوموند" أن الشحنة الثانية من المساعدات ستصل في الأسابيع المقبلة إلى مستشفى بروفاري تبلغ قيمتها نحو عشرة أضعاف الشحنة الأولى، وذلك بمساعدة الجمعية الطبية السورية الأمريكية، حيث قام الدكتور تيناري الذي كان يدير فرع المنظمة في محافظة إدلب حتى عام 2020 بالاتصال بالمؤسسة الأوكرانية بفضل أحد زملائه في دورة تعلم اللغة الفرنسية.

ويضيف "التيناري" في حديثه للصحيفة الفرنسية مبررا سبب مساعدته للشعب الأوكراني: "بصفتي خبيراً في طب الحرب، كان من الطبيعي أن أكون مهتماً بما يحدث في أوكرانيا، وذلك لأن السوريين والأوكرانيين يواجهون نفس القاتل (الجيش الروسي) الذي يتبع استراتيجية الأرض المحروقة في كلا البلدين".

ويشار إلى أن منظمة (سامز) غير الحكومية، أنشأها أطباء سوريون يعيشون في الولايات المتحدة، وكان لها دوراً هاماً في عدة مدن سوريا منها حلب وريف دمشق، إذ كانت تقدم مساعدات طبية وإغاثية في تلك المناطق التي كانت تتعرض لقصف ممنهج من قوات النظام والطيران الروسي.