قال محققون تابعون للأمم المتحدة يحققون في جرائم الحرب يوم الأربعاء إن الحرب السورية شهدت في الأشهر القليلة الماضية زيادة في عمليات القصف والضربات الجوية من قبل القوات السورية والروسية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وقال المحققون إن العائلات في سوريا ستتضرر بشدة من أي تعطل لواردات القمح من أوكرانيا أو روسيا، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، في ظل معدل التضخم الذي بلغ 140 بالمئة في بداية عام 2022.
كما دعت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة إلى مراجعة العقوبات الغربية على سوريا للسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية وتقليل تأثيرها على المدنيين الذين يعانون من نقص في البضائع والسلع.
وقال باولو بينيرو رئيس اللجنة إن مئات الآلاف قتلوا في الحرب التي بدأت في مارس آذار 2011 وتسببت في تشريد نصف سكان البلاد الذي كان عددهم قبل الحرب 22 مليونا.
وقال هاني مجلي عضو لجنة التحقيق المستقلة في إفادة صحفية "مبعث قلقنا هو أن الحرب لا تقترب من وضع أوزارها، بل إنها في الواقع تشتد مجددا".
وأضاف "في الشمال الغربي شهدنا زيادة في القصف المدفعي والجوي من قبل الدولة السورية والاتحاد الروسي إضافة إلى القصف من الأرض، بما يشمل استخدام أسلحة بصورة عشوائية (لا تقتصر على استهداف المواقع العسكرية) وكذلك الصواريخ الموجهة".
وذكرت اللجنة في تقريرها الذي استند إلى نحو 14 هجوما داميا في النصف الثاني من عام 2021، إن حكومة دمشق وحليفتها روسيا استخدمت في هجماتهما طائرات مسيرة وأسلحة أكثر تطورا مثل قذائف المدفعية دقيقة التوجيه من طراز كراسنوبول.
وحث الخبراء أيضا الولايات المتحدة على إجراء تحقيقات شاملة في سقوط مدنيين جراء الضربات الجوية الأمريكية في سوريا لضمان محاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات.
وفي نوفمبر تشرين الثاني، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بالنظر في ملابسات الضربة التي نُفذت عام 2019 على بلدة الباغوز السورية وتسببت في سقوط ضحايا من المدنيين.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الضربة قتلت ما يصل إلى 64 امرأة وطفلا، وهي جريمة حرب محتملة، خلال المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وحثت لجنة الأمم المتحدة مرة أخرى الولايات المتحدة وجميع الأطراف على إجراء تحقيقات موثوقة ومستقلة في الحوادث التي سقط فيها ضحايا مدنيون وتورطت فيها قواتها.
وقال مجلي "نقول فيما يخص الولايات المتحدة إن التحقيقات ليست على المستوى المطلوب ونحن نشعر بالقلق بشأن بعض التكتيكات والاستراتيجيات. الأطراف الأخرى غالبا تنكر ضلوعها تماما (في تلك الحوادث) حتى عندما تكون الأدلة موجودة أو لا تجري تحقيقات فيها".