ألغت المغنية اللبنانية هبة طوجي حفلتين موسيقيتين كان مقررا أن تحييهما الشهر المقبل مع المؤلف الموسيقي أسامة الرحباني في العاصمة السورية دمشق، في قرار عزته الفنانة الشابة إلى "التشنجات الإقليمية الكبيرة" وإقحامها في "صراعات" و"جدل" لا علاقة لها به.
وقد تعرض طوجي والرحباني في الأسبوعين الماضيين لانتقادات شديدة من حقوقيين ومعارضين لنظام الحكم في سوريا، إذ اعتبر البعض أن تقديم الحفلتين في دار أوبرا دمشق التي تحمل رسميا اسم "دار الأسد للثقافة والفنون" هو بمثابة "التطبيع" مع النظام السوري. كما وُجهت للفنانَين اللبنانيَّين اتهامات "بخيانة دم الشعب السوري" و"الرقص على جثثه".
وقالت المغنية اللبنانية البالغة 34 عاما في رسالة مصورة نشرتها عبر حسابها على إنستغرام مساء، السبت، "كنت سعيدة قبل أيام بالإعلان عن تاريخ" الحفلتين في 9 و10 مارس المقبل، لكن "فوجئت بأن وسائل وصحفا كثيرة تناولت الحفل وسمحت لنفسها بإقحامي في صراعات ودهاليز وجدل لم أختره ولا علاقة لي به".
وأوضحت طوجي في المقطع الذي استمر نحو ثلاث دقائق "تشاورت مع فريقي وقررنا سويا أن الظروف الحالية غير مناسبة لتقديم هذه الحفلة في سوريا"، مضيفة "بسبب كل التشنجات التي تمسني شخصيا أو التشنجات الإقليمية الكبيرة سنُضطر لتأجيل الحفل" إلى حين "اللقاء في ظروف أفضل".
وختمت رسالتها بالقول "أعدكم أن نلتقي قريبا وأتمنى أن تتفهموا قراري" و"ستظل لغتي هي الحب والفن والإنسانية".
وجاءت تصريحات المغنية اللبنانية بعيد إعلان شركة "شمس أكاديمي" السورية المنظمة للحدث أنها تبلغت بقرار طوجي والرحباني "المفاجئ" بـ"الانسحاب" من الحدث "بدون أسباب واضحة ومقنعة
وجه صحافيون وناشطون معارضون للنظام السوري، خصوصا من السوريين واللبنانيين، انتقادات قوية عبر الشبكات الاجتماعية ووسائل إعلامية رفضا للحفلتين في بلد يشهد حربا دامية منذ أحد عشر عاما تسببت بمقتل نحو نصف مليون شخص وتهجير الملايين وتدمير البنى التحتية.
ومن بين هذه المواقف، اعتبر مقال نشره موقع "درج" الإلكتروني، الجمعة، أن إقامة مثل هذه الحفلة تعني "تجاوز مأساة ملايين السوريين".