روسيا تعترف رسميا بانفصال دونيتسك ولوغانسك

الاثنين, 21 فبراير - 2022
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، اعتراف بلاده باستقلال إقليمي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، رغم تحذيرات الغرب من أنّ الخطوة قد تعود على موسكو بعقوبات واسعة.

ووقع بوتين على مرسومين باعتراف روسيا، بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، دونيتسك، ولوغانسك كجمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، كما وقع مع قادتهما الموالين لموسكو اتفاقيات صداقة ودعم مشترك.

وقال بوتين "أعتقد أنه من الضروري اتخاذ قرار تأخّر كثيراً، بالاعتراف فوراً باستقلال وسيادة كلّ من جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية"، قبل أن يبثّ التلفزيون الرسمي لقطات لتوقيعه في الكرملين مع زعيمي المنطقتين الانفصاليتين على اتفاقيات للتعاون المشترك.

وكان زعيما المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا طالبا بوتين الاثنين بالاعتراف باستقلال "جمهوريتيهما" وإقامة "تعاون دفاعي".

ووجه النواب الروس في 15 فبراير الجاري، دعوة إلى بوتين للاعتراف باستقلال المناطق الانفصالية الأوكرانية المدعومة من موسكو، والتي تشهد مواجهات مع الجيش الأوكراني في شرق هذا البلد منذ ثماني سنوات، بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014.

وتوالت التحذيرات لروسيا من الاعتراف بالجمهوريتين الانفصاليتين، فيما أكدت الولايات المتحدة أنّ الخطوة ستمثّل "انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي".

وعقب الإعلان عن قرار بوتين، قال البيت الأبيض: "توقعنا مثل هذه الخطوة من روسيا ومستعدون للرد فورا".

وذكر البيت الأبيض، أن الرئيس جو بايدن، تحدث مع نظيره الأوكراني بعد خطاب بوتين في اتصال استغرق نحو 35 دقيقة".

وقال الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي: "ناقشت مع الرئيس الأميركي، أحداث الساعات الأخيرة".

وأضاف زيلينسكي: "سنعقد اجتماعا لمجلس الأمن القومي لبحث التطورات الأخيرة"، وهو ما أيدته وزيرة الخارجية النرويجية.

وقطع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، زيارته إلى الكونغو وقرر العودة إلى نيويورك بسبب الأزمة الأوكرانية.

وأدان الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانفصاليين، معتبرا إياه بأنه "يقوض سيادة أوكرانيا وسيادة أراضيها".

وقال إن "روسيا بهذا القرار، تواصل تأجيج الصراع في شرق أوكرانيا".

وأكد الاتحاد الأوروبي أنه سيرد "بحزم" على اعتراف موسكو باستقلال الانفصاليين الأوكرانيين.

وذكر الاتحاد الأوروبي بأنه "سيرد بعقوبات على كل من له مسؤولية في الاعتراف غير القانوني بالجمهوريات الانفصالية في شرق أوكرانيا".

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين إن "الاعتراف بدونيتسك ولوغانسك خرق للقانون الدولي وسيادة أوكرانيا".

وأعلن مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: أن "الاتحاد وحلفاؤه سيردون بصورة موحدة وحازمة على قرارات بوتين".

واعتبر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون اعتراف روسيا باستقلال المنطقتين الأوكرانيتين "انتهاكا لوحدة أراضي أوكرانيا، ومؤشر آخر على أن الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ".

وقال جونسون خلال مؤتمر صحفي إنّ اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال الانفصاليين الموالين لروسيا يعدّ "تنصّلاً من عملية واتفاقيات مينسك" التي أبرمت في 2015 لإحلال السلام في أوكرانيا.

وأضاف: "سأتصل بالرئيس الأوكراني الآن لأعلن تضامن بريطانيا معه".

واعتبرت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس أن موسكو بهذا القرار، اختارت طريق المواجهة على طريق الحوار".

وقال الرئيس الإستوني، كريستي كاليولايد: "لن نقبل أبدا بالقرار غير القانوني الذي اتخذته روسيا بالاعتراف بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك".

واعتبر رئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافيتسكي، اعتراف روسيا بانفصاليي أوكرانيا "عدوانا"، مطالبا بفرض عقوبات على موسكو. ودعا إلى اجتماع عاجل للمجلس الأوروبي لمناقشة التطورات الأخيرة.

ويأتي قرار بوتين الأخير، في وقت أظهرت صور الأقمار الصناعية عمليات نشر جديدة للمدرعات والقوات الروسية بالقرب من أوكرانيا، حيث زاد التوتر بعد أن أعلنت وزارة الدفاع في بيلاروس أن روسيا ستمدد التدريبات العسكرية على أراضيها والتي كان من المقرر أن تنتهي الأحد.

وفي نفس السياق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لمحطة (سي إن إن) إن جميع الدلائل تشير إلى أن روسيا على وشك الغزو، لكن روسيا نفت مرارا وجود مثل تلك الخطط.

وأضاف بلينكن "كل ما نراه يشير إلى أن هذا أمر في غاية الخطورة، بأننا على وشك غزو"، موضحا أن الغرب مستعد بشكل متواز إذا أقدمت موسكو على تنفيذ الغزو.