ألمانيا: المؤبد للضابط السابق في المخابرات السورية أنور رسلان

السوري اليوم _متابعات
الخميس, 13 يناير - 2022
العقيد السابق في المخابرات السورية : انور رسلان
العقيد السابق في المخابرات السورية : انور رسلان

قضت محكمة ألمانية، الخميس، بالسجن مدى الحياة بحق العقيد السابق في المخابرات  السورية، أنور رسلان، بعد إدانته بقضايا تعذيب، وذلك في أول قضية من نوعها ضد النظام السوري.

أنور رسلان، ضابط المخابرات السابق في النظام السوري كان قد ترأس وحدة التحقيق في مركز اعتقال سيئ السمعة في دمشق معروف بإسم الفرع 251، وأتُهم بالتواطؤ فيما لا يقل عن 4000 حالة تعذيب وعشرات جرائم القتل وثلاث حالات اعتداء جنسي واغتصاب.

وحكم قاضي المحكمة على الضابط السابق في المخابرات العامة السورية أنور رسلان، بالإدانة، والسجن مدى الحياة مع تحمل كامل التكاليف للمتضررين، بحسب وكالة "فرانس برس".


واستمدت المحكمة حكمها من حوالي 100 شهادة، وفقًا لمحامين يمثلون المدعين، ووقف العديد من الناجين من التعذيب في الفرع "251" وتواجهوا وجها لوجه مع رسلان، رئيس قسم التحقيق السابق في الفرع.

وفي مرافعته الختامية عدّل رسلان أقواله بعد نكران كامل، إذ اعترف بوقوع تعذيب في "الفرع 251" واعترف بسماع أصوات التعذيب وموت معتقلين، إلا أنه أنكر مسؤوليته عن هذا التعذيب.


وقال رسلان، في رسالته، إن "رسالتي هذه أتوجه بها إلى الشعب السوري كله. أنا آسف كل الأسف لأنني لم أستطع مساعدتكم أكثر من ذلك! ولم أستطع أن أمنع آلة القتل. منذ البداية كان لدي موقف سلبي تجاه إذلال هذا الشعب العظيم، لأنني أنتمي إلى هذا الشعب، أشاركهم مشاعرهم ومعاناتهم".

وبهذا الحكم يصبح رسلان أرفع مسؤول في النظام السوري يُعاقب على التعذيب والقتل خارج نطاق القانون والاعتداء الجنسي الذي يُعتقد أن أعضاء نظام الأسد ارتكبوه بشكل منهجي.

وتستند هذه المحاكمة لوقائع حدثت في دولة خارجية إلى مبدأ الولاية القضائية العالمية، الذي كرسه القانون الألماني للجرائم في القانون الدولي في عام 2002.

ويسمح هذا المبدأ بإجراء محاكمات للجرائم الخطيرة مثل الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في المحاكم الوطنية، إذا لم تكن المحاكم الدولية خيارا مطروحا.

يشار إلى أن البت في هذه القضية يأتي في الوقت الذي يقوم فيه نظام بشار الأسد المتهم بقتل مئات الآلاف من المدنيين بالأسلحة التقليدية والكيميائية بإصلاح العلاقات الدبلوماسية مع دول إقليمية مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، في الوقت الذي عبّرت فيه الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي عن انتقادهما لإعادة ضم نظام الأسد إقليميا، لكنهما قالا إنهما لا يستطيعان فعل الكثير لوقف التقارب.