وفاة معتقل سوري تحت التعذيب في سجون الأسد

الأربعاء, 12 يناير - 2022
صورة لعملية تعذيب في سجون الأسد
صورة لعملية تعذيب في سجون الأسد

  قتل شاب سوري "تحت التعذيب" بعد اعتقال دام نحو أربع سنوات في سجون الأسد حسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وأضاف المرصد أن المواطن "من أبناء مدينة الحارة شمال درعا"، وكان يعمل سابقا ضمن فصائل المعارضة. ورفع مقتل المواطن الذي لم يذكر المرصد السوري معلومات إضافية عنه عدد الذين وثق المرصد قتلهم "بالأسماء" في سجون النظام، بحسب إحصائية للمرصد نفسه، إلى 47523 منهم 64 امرأة، و339 طفلا دون سن الثامنة عشر.

105 ألاف قتلوا في المعتقلات

ويقول المرصد إن هذا الرقم هو ضمن نحو 105 آلاف شخص "فارقوا الحياة في المعتقلات، 83 بالمئة منهم تم تصفيتهم بين شهري مايو 2013 وأكتوبر 2015 في فترة إشراف الإيرانين على المعتقلات. وأضاف المرصد أن نحو 30 ألف معتقل قتلوا في سجن صيدنايا، فيما جاءت "إدارة المخابرات الجوية" ثانيا بعدد المعتقلين القتلى.

عشرات الآلاف لا يزالون محتجزين

وتقول الأمم المتحدة في تقرير رسمي إن "الاعتقال والسجن التعسفيين كانا سببا جذريا من أسباب النزاع في سوريا". مضيفة أنه "تم ارتكاب موجات من الاعتقال التعسفي مثل اعتقالات جماعية للمتظاهرين في الأيام الأولى" من النزاع، وصولا إلى "الاعتقال الجماعي للرجال والنساء والأطفال اليوم. ويضيف التقرير الذي نشر في مارس من عام 2021 أنه بعد عقد من النزاع، لا يزال عشرات الآلاف من المدنيين المحتجزين بشكل تعسفي في سوريا مختفين قسريا، بينما تعرض آلاف آخرون للتعذيب أو العنف الجنسي أو الموت أثناء الاحتجاز، وفقا للجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق.

شهادات معتقلين

ونقل التقرير عن معتقلين سابقين عدم رؤيتهم لضوء النهار لعدة أشهر، وإجبارهم على شرب الماء غير النظيف وتناول طعام متعفن، وتقاسم الزنازين المكتظة من دون دورات مياه مع مئات الأشخاص الآخرين، والحرمان من الرعاية الطبية. وأورد معتقلون سابقون لمحققي الأمم المتحدة بعد خروجهم من السجون التي تديرها الحكومة أن "ما لا يقل عن 20 طريقة مختلفة استخدمها أفراد الأمن لانتزاع اعترافات كاذبة. وتضمنت هذه الإجراءات، الصدمات الكهربائية، وحرق أجزاء من الجسم، وقلع الأظافر والأسنان، وتعليق الأشخاص من طرف أو طرفين لفترات طويلة ".

72 نوعا من أشكال التعذيب

وأورد تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان نشر في عام 2019، اثنين وسبعين نوعا وشكلا من أشكال التعذيب يقوم بها النظام السوري في معتقلاته. وشملت تلك الأشكال، بحسب التقرير، الرمي بالماء الساخن المغلي، وتقطيع أجزاء من الجسم، والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، والإهمال الطبي بما في ذلك السماح للأطباء المبتدئين باستخدام السجناء للتدريب الجراحي. وذكر التقرير ممارسة تعذيب أخرى هي الزج بمعتقلين يعانون من الهذيان والمشاكل العقلية الأخرى مع معتقلين أصحاء عقليا، وقال العديد من الناجين للشبكة إن هذه الطريقة كانت "أسوأ من التعذيب الجسدي الذي يمارسه النظام السوري عليهم".

صور قيصر

وفي 2015، كشف مصور عسكري سوري سابق عرف باسم "قيصر" آلاف صور التعذيب التي كانت مهمته التقاطها من داخل المعتقلات السورية. وتظهر الصور التي التقطت بين عامي 2011 و 2013 آلاف الجثث لمعتقلين قتلى تظهر على أجسادهم علامات تعذيب رهيبة. وفي يوليو من العام الماضي، بعد أربعة أشهر تقريبا من صدور تقرير الأمم المتحدة، فرضت واشنطن عقوبات على النظام السوري بسبب سجله المروع في حقوق الإنسان. وقال بيان لوزارة الخارجية الأميركية إن "نظام الأسد قام باحتجاز وإساءة معاملة عدد كبير من السوريين منذ بداية النزاع.".

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على سجن صيدنايا العسكري لـ"ضلوعه في ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة والإعدام خارج نطاق القضاء. كما شملت العقوبات "سبعة سجون إضافية تديرها المخابرات العامة السورية والمخابرات العسكرية السورية، وخمسة من مسؤولي النظام المسؤولين عن السجون السورية".

وتأتي هذه العقوبات بعد تمرير "قانون قيصر" الذي يسمح للإدارة الأميركية بفرض عقوبات على مسؤولين سوريين اشتركوا بجرائم تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان. ويفرض القانون عقوبات على بشار الأسد ويلاحق الأفراد والشركات التي تمول النظام سواء كانوا سوريين أو أجانب، كما يسمح بتجميد أصولهم ومنعهم من الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية.