أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، السبت، اتصالاً هاتفيًا مع الرئيس قاسم جومارت توكاييف، في غضون موجة احتجاجات عنيفة شهدتها كازاخستان.
وأكد الشيخ محمد بن زايد خلال الاتصال "دعم دولة الإمارات كل ما يحقق استقرار كازاخستان ويحفظ أمنها ومؤسساتها وسلامها الاجتماعي).
وقُتل ما لا يقل عن 160 شخصًا واُعتقل قرابة 8 آلاف شخص على خلفية احتجاجات ضد زيادة أسعار الوقود، اندلعت في الدولة الواقعة في وسط آسيا الأسبوع الماضي، حسبما قالت السلطات.
وأطلع توكاييف الشيخ محمد بن زايد "على آخر مستجدات الأوضاع في بلاده في ضوء الأحداث الأخيرة والإجراءات التي اتخذت لبسط الأمن وحماية المؤسسات في البلاد، وعبر سموه عن ثقته في قدرة الحكومة والشعب في كازاخستان على تجاوز هذه الفترة الصعبة في أسرع وقت
بوتين يتعهد بحماية الحلفاء
اتهم الرئيسان الروسي والكازاخستاني المحتجين في كازاخستان بالإرهاب وبمحاولة زعزعة البلاد، وقالا إن القوات التي أرسلتها روسيا ستعود "قريباً"، فيما بدأ الهدوء يعود تدريجياً إلى البلاد مع تواصل حملات الاعتقال. وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحماية بلاده وحلفائها من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، مما وصفه بالجهود الخارجية التي تسعى إلى زعزعة استقرار حكوماتهم من خلال الاحتجاجات العامة، وذلك بعد أيام فقط من مساعدة القوات العسكرية التي تقودها روسيا للسلطات الكازاخستانية على السيطرة على المظاهرات التي شهدتها البلاد.
ونقلت وكالة "بلومبرغ" للأنباء عن بوتين قوله في مؤتمر عقد عبر الفيديو وتم بثه على شاشات التلفزيون لقادة "منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، التي تضم ست دول هي كازاخستان وأرمينيا وبيلاروسيا وقرغيزستان وطاجيكستان، إلى جانب روسيا: "لن ندع أي شخص يعمل على إرباك الوضع في أوطاننا، ولن نسمح بسيناريوهات ما تسمى بالثورات الملونة"".
وأضاف بوتين: "نفهم بالطبع أن الأحداث في كازاخستان ليست الأولى، وستكون بعيدة كل البعد عن المحاولة الأخيرة للتدخل في الشؤون الداخلية لبلادنا"، حيث زعم أن بعض المتظاهرين في كازاخستان قد تلقوا تدريبات في معسكرات خارج البلاد
اعتقالات بالجملة
ولا تزال حصيلة الخسائر البشرية نتيجة هذه الاضطرابات، التي تعتبر الأعنف في كازاخستان منذ استقلالها عام 1991، غير مؤكدة. وأعلن الاثنين يوم حداد وطني في كازاخستان، فيما تواصلت حملات الاعتقال، حيث أوقف نحو 8000 شخص في سائر أنحاء البلاد، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية.
وإلى جانب الاحتجاج على ارتفاع كلفة المعيشة، صب المتظاهرون غضبهم أيضاً على الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف، الذي حكم كازاخستان بقبضة حديدية من 1989 حتى 2019، قبل أن يسلم مقاليد الحكم إلى حليفه توكاييف.
ولم يظهر نزارباييف علناً منذ بدء الاضطرابات، وسط تكهنات تفيد بمغادرته البلاد.