أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة تُحضّر بشكل "نشط" مع حلفائها "بدائل" للاتفاق النووي الإيراني في حال فشلت مفاوضات فيينا الرامية إلى إنقاذه.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الأندونيسية جاكرتا: "قريباً يفوت الأوان مع طهران".
وأضاف أنه "ما لم يحصل تقدم سريع... فإن الاتفاق النووي الإيراني سيصبح نصاً فارغاً"، في تصريح يذكر بموقف المفاوضين الألمان والبريطانيين والفرنسيين.
وشدّد على أن "ما نراه حتى الآن هو أن إيران تهدر وقتاً ثميناً في الدفاع عن مواقف لا تنسجم مع عودة" إلى اتفاق عام 2015.
وإذ اعتبر أن الدبلوماسية لا تزال "حتى اليوم" تعتبر "الخيار الأفضل"، أضاف "لكننا نناقش بشكل نشط بدائل مع حلفائنا وشركائنا". غير أن بلينكن لم يوضح إن كان يعتبر على غرار ما قال نظيره البريطاني الأحد، أن المفاوضات الحالية في فيينا تُشكّل "الفرصة الأخيرة" لإيران.
ويأتي ذلك عقب اتهام إيران الثلاثاء القوى الغربية "بالاستمرار في لعبة إلقاء اللوم". وجاء على لسان علي باقري كني على تويتر: "بعض الأطراف الفاعلة ما زالت تمارس عادة إلقاء اللوم بدلاً من الدبلوماسية الحقيقية. طرحنا أفكارنا مبكراً وعملنا على نحو بناء ومرن لتضييق الفجوات". وأضاف "الدبلوماسية طريق ذو اتجاهين. إذا كانت هناك إرادة حقيقية لتصحيح خطأ الجاني، فسيصبح الطريق ممهداً لاتفاق سريع وجيد".
بيان متشائم
يأتي تصريح كبير المفاوضين الإيرانيين ردّا على تصريحات ديبلوماسيين أوروبيين وبريطانيين اتهموا فيها طهران الاثنين، بأنها لم تُجر حتى الآن مفاوضات "حقيقية" لإنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015، وإنه ما لم يحدث تقدم سريع فإن الاتفاق سيصبح قريباً "بلا معنى".
وأضاف الدبلوماسيون الأوروبيون في بيان لهم: "بدون إحراز تقدم سريع، وفي ضوء التطور السريع لبرنامج إيران النووي، ستصبح خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) قريباً بلا معنى".
وحمل البيان في طياته تقييماً متشائماً على نحو غير عادي للجهود المبذولة لإحياء الاتفاق الذي حدت إيران بموجبه من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي كانت قد فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وقال دبلوماسيو ترويكا الاتحاد الأوروبي في بيانهم: "نضيع وقتاً ثميناً في التعامل مع مواقف إيرانية جديدة لا تتسق مع خطة العمل الشاملة المشركة أو تتجاوزها". وأضافوا: "هذا يثير الإحباط لأن الخطوط العريضة لاتفاق شامل وعادل يرفع جميع العقوبات المتعلقة بخطة العمل الشاملة المشتركة، بينما يتصدى لمخاوفنا الخاصة بعدم الانتشار النووي، باتت جلية واضحة- وكانت على هذا النحو منذ الصيف الماضي".