حذرت روسيا من خطر وقوع مواجهة كبيرة مع الغرب ما لم تفكر واشنطن وحلفاؤها بجدية في تقديم ضمانات أمنية لموسكو، داعية إلى إغلاق الباب رسميا أمام كل من أوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى ناتو، لكن الحلف رفض ذلك جملة وتفصيلا.
رفض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الجمعة طلب روسيا من الغرب سحب الدعوة التي وجهها إلى أوكرانيا للانضمام إلى الحلف وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني الجديد أولاف شولتس إنّ "علاقة حلف شمال الأطلسي بأوكرانيا ستقرّرها الدول الثلاثون الأعضاء في الحلف وأوكرانيا - ولا أحد سواها". وأضاف "لا يمكننا أن نقبل أن تحاول روسيا إعادة إرساء نظام تكون للقوى الكبرى فيه، مثل روسيا، مناطق نفوذ، ويمكنها فيه أن تتحكّم أو تقرّر ما يمكن أن يفعله أعضاء آخرون.
ضمانات مكتوبة بعدم توسع الحلف
وطالبت روسيا الجمعة حلف شمال الأطلسي بأن يلغي رسميا قراره الصادر عام 2008 بفتح الباب أمام انضمام جورجيا وأوكرانيا، مشددة على أن تقديم ضمانات لموسكو بوقف توسع التكتل العسكري شرقا يصب في مصلحة الغرب.
كما طالب بيان للخارجية الروسية الحلف بوقف إجرائه مناورات عسكرية بالقرب من حدود روسيا، وأشار الى أن هذا المقترح وغيره من المقترحات الأمنية سيتم الكشف عنها "في المستقبل القريب". وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن قد عقدا هذا الأسبوع قمة افتراضية طلب خلالها بوتين ضمانات مكتوبة بعدم توسع الحلف الأطلسي باتجاه الشرق.
مواجهة كبيرة محتملة
وقال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي في إيجاز صحفي في موسكو: "إذا كان خصومنا على الجانب الآخر، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ومعها أيضا دول أخرى، حلفاؤها، ما يسمى الدول متماثلة التفكير، إذا رفضت وحاولت نسف ذلك (أي تقديم ضمانات أمنية لموسكو)، من الحتمي أنها ستجني مزيدا من التردي للوضع الأمني لها". وأضاف "عدم الموافقة سيكون معناه الاقتراب من مواجهة كبيرة".
إغلاق أمام انضمام أوكرانيا وجورجيا
وفي الأسابيع القليلة الماضية نقلت روسيا نحو 100 ألف جندي الى مناطق قريبة من الحدود الأوكرانية. ولم يتطرق بوتين لأي مخططات لشن هجوم على أوكرانيا لكنه شدد على أن بلاده تملك حق الدفاع عن أمنها. وأكدت الخارجية الروسية أن على الولايات المتحدة إغلاق الباب رسميا أمام كل من أوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى الحلف بعد تلقيهما وعدا بذلك عام 2008.
"العدوان على أوكرانيا سيكون له ثمن"
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين اليوم الجمعة إن العدوان الروسي على أوكرانيا سيكون له ثمن، لكنها رفضت أن تقول صراحة إن كانت تلك الخطوة ستجعل التكتل الأوروبي يفرض عقويات على خط أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم 2.
كانت فون دير لاين ترد في مؤتمر صحفي مشترك مع مستشار ألمانيا الجديد أولاف شولتس على سؤال عما إذا كان قطع نورد ستريم 2 سيكون ضمن العقوبات على روسيا إذا هاجمت أوكرانيا. وقالت "باعتبارنا المفوضية الأوروبية، تلقينا تكليفا من المجلس الأوروبي في يونيو بإعداد اختيارات بشأن روسيا وقد أنجزنا ذلك الآن". ومضت تقول "أي عدوان يجب أن يكون له ثمن، ولهذا سنبلغ روسيا بهذه النقاط، لكننا لن نعلنها".