بعد أيام من القمة التي جمعت الرئيسين التركي والروسي رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، في مدينة سوتشي الروسية، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن إن بلاده لها الحق في “دخول سورية”، نافياً أن يشكل ذلك “انتهاكاً للقانون الدولي"
وأدلى كالن بتصريحات، السبت لصحيفة “دير شبيغل” الألمانية أضاف فيها، أنه و”بسبب وجود جنود أتراك في إدلب فإن 2.5 مليون شخص لا يفرون من المنطقة. وفي رده على انتقادات بعض الدول الأوروبية فيما يتعلق بسياسة تركيا اتجاه سورية، أشار المتحدث باسم الرئاسة: “إذا مُنحت روسيا والولايات المتحدة الحق في دخول سورية، فسيكون لتركيا نفس الحق أيضاً”.
ودخل الجيش التركي ثلاث عمليات عسكرية في شمال سورية، هي “درع الفرات” سنة 2016، وغصن الزيتون” سنة 2018، و”نبع السلام” سنة 2019.
وفي نهاية فبراير/شباط 2020، قُتل أكثر من ثلاثين جندياً تركياً في قصف جوي استهدف موقعهم بقرية بليون جنوبي إدلب، الأمر الذي دفع الجيش التركي لشن عملية عسكرية ضد قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، و أطلق عليها “درع الربيع” في مارس/آذار 2020، ثم عزز تواجده ضمن محافظة إدلب، وثبت مواقع ونقاط عسكرية، بعد إدخال آلاف الجنود والعربات والمدرعات.
وقال إن “الأسد وحزب العمال الكردستاني انتهكا القانون الدولي. هل تم حل هاتين المشكلتين؟ لماذا التركيز على تركيا الآن؟ لدينا الحق في الدفاع عن النفس هناك”.
وأضاف: “لم نطمع في الأراضي السورية. لكن كان علينا أن نتخذ هذه الخطوة من أجل سلامتنا وأمن السوريين في المنطقة، وبدلاً من الشكر نواجه عقوبات. لماذا؟ لأننا ألحقنا الضرر بوجود حزب العمال الكردستاني هناك”.
وتحدث كالن عن فترة زمنية سابقة، بقوله: “كنا نؤيد الحوار مع النظام حتى خرج الوضع في سورية عن السيطرة ومات الآلاف، وفي ذلك الوقت انعقد مؤتمر أصدقاء سورية في تونس، حيث قالت هيلاري كلينتون إن الولايات المتحدة ستدعم المعارضة”.
وفي إشارة إلى أنه لا يتوقع أن يرسل الغرب قوات إلى المنطقة لحماية المعارضة في إدلب، اعتبر المسؤول التركي أن “هذا غير وارد. اقترحنا إنشاء منطقة آمنة في 2015 و2016 و2017 منطقة حظر الطيران في ذلك الوقت. ضاعت الفرصة”.
ويعود دخول الجيش التركي في سورية إلى أواخر عام 2016، عندما أطلقت عملية “درع الفرات”، وسيطرت بموجبها على مساحة طويلة على حدودها الجنوبية، بعد معارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ومنذ تلك الفترة دعمت أنقرة فصائل سورية معارضة لنظام الأسد، والتي شكّلت لاحقاً تحالف “الجيش الوطني السوري”.
وخاض التحالف عدة معارك إلى جانب الجيش التركي، أبرزها “غصن الزيتون” في منطقة عفرين، ومؤخراً “نبع السلام” في أثناء السيطرة على مدينتي رأس العين وتل أبيض، وما بينهما من قرى وبلدات.