تشهد محافظة السويداء وضع معيشي سيء بسبب الغلاء الفاحش الطاغي على سوقها المحلي فهناك مواد ارتفع سعرها منذ بداية العام الحالي إلى قرابة الضعف ومواد أخرى ارتفع سعرها أكثر من ذلك ويترافق ذلك مع قلة فرص العمل وخاصة ضمن الاختصاص الدراسي لمعظم شباب المحافظة فيضطرون للعمل بمهن لا علاقة لها باختصاصهم الدراسي.
"خالد الحسين" من أبناء مدينة السويداء حاصل على شهادة الهندسة المعمارية منذ سنتين، يخرج "خالد" يومياً في الصباح الباكر من منزله إلى عمله مع معلم دهان في إحدى ورشات البناء في مدينته، قال خالد لـ "السوري اليوم" بأنه "وبعد التعب و الجهد الذي بذلته اثناء فترة دراستي احتفظتُ بشهادتي الدراسية في منزلي، بعد فشلي في الحصول على فرصة عمل ضمن اختصاصي، فاضطررت للعمل بالأعمال الحرة لكي أؤمن متطلبات حياتي اليومية في ظل ارتفاع أسعار جميع المواد في الأسواق المحلية".
أما الشاب "ماهر سعيد" الحاصل منذ عام على شهادة المعهد المتوسط التقاني للحاسوب، يضيف أنه يعمل كبائع في متجر للحلويات في المدينة يقول لـ "السوري اليوم": "أنا لا أذكر أين وضعت شهادتي الدراسية لأنها لم تفدني حتى الآن بشيء فلم أستطع أن افتتح متجر لبيع أجهزة الحاسوب وصيانتها بسبب غلاء الإيجارات الشهرية وعدم وجود رأس مال، ويؤكد أنه يبحث عن عمل آخر في فترة المساء إضافة لعمله في متجر للحلويات في فترة الصباح "لأن مردود العمل الحالي لا يكفي له ولأسرته، حيث يحتاج وسطياً إلى مصروف شهري لا يقل عن 300 ألف ل.س (قرابة 85 دولار) بينما لا يتجاوز عمله في محل الحلويات مبلغ الـ 60 الف ل.س.
في حين أكد الشاب "لؤي" الذي يحمل شهادة في الهندسة المعمارية، أنه تقدم لمسابقة للتوظيف ضمن أحد الدوائر الحكومية في المحافظة كونه منذ الثلاثة سنوات عاطل عن العمل، إلا أنَّ محاولته باءت بالفشل، بسبب الإقبال الكبير من قبل أبناء المحافظة للتقدم إليهاعلى الرغم من أنَّ الحكومة لم تطلب سوى عشرة أشخاص لتوظيفهم.
ويرى المُدرس "شادي البدعيش" في تصريحة لـ "السوري اليوم" أنَّ الأزمة الاقتصادية والمعيشية في سوريا عموماً ومحافظة السويداء خصوصاً، دفعت الشبان من حملة الشهادات إلى البحث عن أعمال أخرى بعيدة عن اختصاصهم، واصفاً ما يجري بالكارثي على الوطن، وأنَّ معظمهم يحاول إيجاد الفرص للخروج من سوريا، وأضاف أنَّ المدرسين لم يدرسوا الطلاب لكي يعملوا عند تخرجهم في أعمال البناء وغيره من الأعمال الحرة، "فنحن بذلنا ما بوسعنا لإيصالهم إلى بر الأمان في نهاية المطاف، ولكن لم يصلوا بسبب الاستهتار بحقهم من قبل العديد من الجهات وعلى رأسها الجهات الحكومية". حسب وصفه
وسبق أن أوضحت منظمة العمل الدولية أنَّ نسبة العاطلين عن العمل في سوريا وصلت إلى 50%، لتحتل بذلك المرتبة الأولى في العالم، بسبب استمرار الحرب التي يشنّها بشار الأسد على شعبه وتدمير آلاف المنشآت الاقتصادية والاجتماعية، وهدم البيوت والمؤسسات وتشريد ملايين السوريين، إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى نسب قياسية.
