-قال سكان ومصادر في الجيش والمعارضة إن وحدات من الجيش السوري مدعومة بفصائل مسلحة موالية لإيران شنت هجوما كبيرا على جيب للمعارضة في مدينة درعا في محاولة لاستعادة السيطرة على آخر معقل للمعارضة في جنوب سوريا.
وسعت القوات المحتشدة حول المدينة المترامية الأطراف والخاضعة لسيطرة الحكومة للزحف إلى داخل منطقة درعا البلد التي تحظى بأهمية خاصة في الصراع السوري لأنها كانت مركز أول احتجاجات سلمية مناهضة لحكم عائلة الأسد عام 2011، والتي قوبلت بالقوة المميتة قبل أن تنتشر في أنحاء البلاد.
وقال مقاتلون من المعارضة إنهم تصدوا للهجوم من الجانب الغربي للجيب الذي قال سكان وشخصيات محلية إنه خاضع لحصار منذ شهرين منع الجيش خلاله دخول إمدادات الغذاء والوقود والإمدادات الطبية لكنه فتح ممرا لمغادرة المدنيين.
وقال مصدر عسكري كبير إن وحدات من الجيش موالية لإيران بقيادة الفرقة الرابعة من قوات النخبة وتطوق الجيب أيضا حشدت مقاتلين جددا وأقامت نقاط تفتيش جديدة على طريق دمشق السريع الرئيسي المؤدي إلى المعبر الحدودي الأردني.
وقال مصدر آخر بالجيش إن القتال مستمر، لكنه لم يخض في تفاصيل. وقالت وسائل إعلام حكومية في الأيام القليلة الماضية إن الجيش يستعد لإنهاء "حالة الفلتان الأمني والفوضى" ومعاودة فرض سيطرته.
كان الجيش السوري قد استعاد السيطرة عام 2018 على المحافظة، التي عاصمتها درعا وتقع على الحدود مع الأردن وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، بدعم من القوة الجوية الروسية والميليشيات الإيرانية.
خارطة طريق
يقول مفاوضون محليون من الطرفين إن موسكو، التي تلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على الأمن في المنطقة، منعت الجيش حتى الآن من شن هجوم عسكري يقولون إن وحدات الجيش المدعومة من إيران والتي لها وجود كبير في درعا، تدفع من أجل شنه
ويحاول قادة عسكريون روس، قدّموا خارطة طريق في 14 أغسطس آب للقادة المحليين والجيش لتفادي مواجهة عسكرية، استمالة المعارضة التي يخشى بعض أعضائها أن تكون الخطة نقضا لاتفاق توسطت فيه روسيا قبل ثلاث سنوات.
وأجبر الاتفاق عام 2018 الآلاف من مقاتلي تيار المعارضة الرئيسي المدعومين من الغرب على تسليم الأسلحة الثقيلة لكنه منع الجيش من دخول درعا البلد.
وتعرض الخطة الروسية التي اطلعت عليها رويترز عفوا عن مقاتلي المعارضة السابقين لكنها تسمح للجيش بالسيطرة تدريجيا على الجيب مع إتاحة ممر آمن لمقاتلي المعارضة الذين يرفضون الاتفاق حتى يغادروا إلى مناطق المعارضة في شمال غرب سوريا.
ويقول سكان إن الشرطة العسكرية الروسية كثفت وجودها في المدينة وضواحيها، حيث تقوم في كثير من الأحيان بالتوسط في النزاعات التي تحدث بين المحليين من جهة والجيش وقوات الأمن من جهة أخرى.
وكان عدد سكان الجيب حتى وقت قريب نحو 50 ألف نسمة لكن معظمهم فروا خلال الأسبوعين المنصرمين مما أدى إلى تحول المنطقة إلى مدينة أشباح يتحصن فيها عدة آلاف من مقاتلي المعارضة.
ومنذ استعادة الحكومة السيطرة على المحافظة، شهد الجيب وبلدات أخرى في جنوب سوريا احتجاجات متفرقة على حكم الأسد الاستبدادي وهو أمر نادر الحدوث في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.