خلال الأيام الماضية مئات اللاجئين الأفغان حاولوا عبور الحدودية الإيرانية نحو ولاية وان التركية الحدودية في تزايد غير مسبوق بأعداد الأفغان الذي تزايد وصولهم تدريجياً منذ سنوات لكن الأرقام التي سجلت مؤخراً تعتبر الأعلى على الإطلاق وهو ما دفع إلى أن تتصدر القضية التصريحات الرسمية واهتمام البرامج السياسية وعناوين الأخبار عبر وسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى النقاش الاجتماعي الذي ساد طوال الأيام الماضية مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في البلاد.
مشاهد مشابهة لعبور السوريين
وانتشرت على نطاق واسع مشاهد لعبور مئات المهاجرين سيراً على الأقدام أو عبر شاحنات كبيرة حملت أعداد كبيرة منهم في مشهد اعتبره الكثير من الأتراك أنه يعيد إلى الأذهان مشاهد عبور آلاف اللاجئين السوريين نحو الأراضي التركية جنوباً قبل عدة سنوات وهو ما دفعهم إلى التحذير من ارتفاع كبير في أعداد اللاجئين الأفغان ووصولها إلى ملايين على غرار قرابة 3.6 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا ويعتبرون محل جدل سياسي واجتماعي كبير.
وتصنف تركيا على أنها أكثر بلد يستضيف لاجئين في العالم، حيث تقول الإحصائيات الرسمية إنها تستضيف أكثر من 4 مليون لاجئ من جنسيات مختلفة، منهم 3.6 مليون سوري، ومئات آلاف من اللاجئين الأفغان والعراقيين والمصريين ومن جنسيات عربية وإفريقية مختلفة، حيث تقول المعارضة إن الأعداد الحقيقية أكبر من 4 مليون الرقم الرسمي الذي تعلنه الحكومة وتطالب بوضع حد لتزايد أعداد اللاجئين.
السبب انسحاب الناتو والقوات الأمريكية
ويربط محللون بين تزايد أعداد اللاجئين الأفغان وبين قرار قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) الانسحاب من أفغانستان وما أعقبه من توسيع حركة طالبان سيطرتها على مناطق واسعة في البلاد، حيث تهرب أعداد كبيرة من المواطنين الأفغان بسبب سوء الأوضاع الأمنية والخشية من انتقام حركة طالبان عقب سيطرتها على مناطقهم، وتقول إحصائيات رسمية إن إعمار اللاجئين الأفغان تتركز في فئة الشباب الذي تتراوح أعمارهم ما بين 16 و25 عاماً يخوضون رحلة سفر برية تصل مدتها إلى شهر ويلقى كثيرون منهم حتفهم خلال هذه الرحلة الشاقة.
وتؤكد تقديرات رسمية أن اللاجئون الأفغان يأتون في المرتبة الثانية بعد اللاجئين السوريين، حيث تجاوز عددهم الـ500 ألف لاجئ على أقل تقدير، وبحسب إعلانات رسمية سابقة أوقفت وزارة الداخلية مئات آلاف اللاجئين الأفغان بعد عبورهم الحدود على النحو التالي: 174 ألف عام 2016، و175 ألف عام 2017، 268 ألف عام 2018، 454 ألف عام 2019، و122 ألف عام 2020، فيما سجلت الأشهر الستة الأولى من العام الجاري توقيف 62 ألف لاجئاً أفغانياً.