قضت محكمة أمن الدولة في الأردن يوم الاثنين بسجن باسم عوض الله رئيس الديوان الملكي السابق والشريف حسن بن زيد أحد أفراد العائلة الحاكمة غير البارزين 15 عاما بتهم السعي لإحداث الفوضى والفتنة داخل الدولة. وقالت المحكمة إنها تأكدت من صحة أدلة تدعم التهم الموجهة إلى المتهمين وإنهما عقدا العزم على إلحاق الضرر بالنظام الملكي والدفع بالأمير حمزة ولي العهد السابق كبديل للملك. ونفى الاثنان صحة الاتهامات المنسوبة لهما.
المحكمة العسكرية
أرادت السلطات محاكمة سرية سريعة من خلال محكمة عسكرية خاصة وقالت إن الجلسات العلنية ستعرض الأمن القومي للخطر. وأدى رفض المحكمة طلب الدفاع استدعاء شهود من بينهم الأمير حمزة إلى تسريع وتيرة المحاكمة. ومن الممكن استئناف الحكم أمام محكمة أعلى. وكان الأمير حمزة أخو الملك قد تفادى التعرض للعقاب بعد أن تعهد بالولاء للملك ونزع بذلك فتيل الأزمة التي أدت إلى احتجازه في قصره. وشكك خبراء قانونيون في مدى قانونية المحاكمة ما دام الأمير حمزة، وهو محور القضية، خارج قفص الاتهام. وقالت السلطات إن إجراءات المحاكمة عادلة.
الأدلة
يستند جانب كبير من قضية النيابة إلى رسائل عبر الإنترنت تم رصدها وتسربت الآن إلى وسائل التواصل الاجتماعي. ويقال إن عوض الله الأردني من أصل فلسطيني نصح الأمير حمزة فيما يتعلق بتغريدات حساسة أراد الأمير أن ينشرها لتعزيز طموحاته. وتكشف الرسائل أن الأمير حمزة تحدث باللغة الإنجليزية عن التفكير في خطوته التالية. يقول الأمير في إحدى المحادثات "ما أحتاج إليه الآن هو نصيحة فهذه القرارات تحتاج ردودا مدروسة جيدا. ونصحه عوض الله بعدم نشر تغريدة كان يقول فيها إن الأردن على شفا "ثورة الفقراء" لأن ذلك قد يثير الشبهات ويستحيل بعدها أن تبقى أنشطتهما طي الكتمان. وتقول السلطات إن التسجيلات أدلة دامغة على استغلال الأمير حمزة للغضب الشعبي ضد الدولة. وتقول أيضا إن المتهمين دفعا الأمير إلى زيادة التهييج بين الساخطين من أفراد العشائر القوية التي تدعم النظام الملكي.
مؤامرة خارجية
يقول مسؤولون إن أدلة النيابة تظهر أن الأمير حمزة كان يريد من عوض الله أن يستغل علاقته الوطيدة بالأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية طلبا لدعمه لسعي الأمير حمزة كي يصبح ملكا. وقالت النيابة إن عوض الله، الذي تحدى مؤسسة محافظة تعارض سياساته الليبرالية وعلاقته الوثيقة بمسؤولين أمريكيين كبار، وعد بالضغط لصالح الأمير حمزة في العواصم الغربية والسعودية. وتشير نسخة من قائمة الاتهام سُربت إلى عدد من المواقع الإخبارية المؤيدة للحكومة إلى أن الأمير حمزة سأل عوض الله في وقت من الأوقات "إذا حدث لي شيء في الأردن فهل سيهب المسؤولون السعوديون لمساعدتي؟ وقال عوض الله إنه لا يزور السعودية إلا فيما ندر خلال الجائحة لكنه سيسعى للحصول على تأييد لارتقاء الأمير حمزة العرش في أقرب فرصة. ويقول المسؤولون إنهم أوقفوا ما كان يمكن أن يتطور إلى مؤامرة مدفوعة من الخارج. ويضيفون أن عوض الله حاول دفع حمزة لإضعاف مقاومة الملك عبد الله لخطة السلام في الشرق الأوسط التي كشف عنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. لكن المسؤولين يقولون إن حمزة لم يبد اهتماما بذلك وركز فقط على طموحاته لارتقاء العرش.