فقدت الأوساط الفنية والدرامية السورية، اليوم، واحداً من أبرز كتاب السيناريو الذين وثقوا ببراعة روح الحارة الدمشقية وتفاصيلها التاريخية، الفنان والكاتب أحمد حامد، الذي غيبه الموت بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني استمرت لعقود.
رحلة بين التمثيل والكتابة
ولد الراحل في دمشق عام 1950، وبدأ مشواره الفني في وقت مبكر، حيث انتسب لنقابة الفنانين السوريين عام 1993. عرفه الجمهور في البداية كممثل مسرحي متمكن شارك في عروض هامة مثل "الملك هو الملك" و"رحلة حنظلة"، كما ظهر في أعمال تلفزيونية متميزة منها مسلسل "سفر" تحت إدارة المخرج الراحل حاتم علي.
عرّاب البيئة الشامية
إلا أن التحول الأبرز في مسيرته كان عبر "القلم"، حيث تحول إلى واحد من أهم صنّاع "الدراما الشامية"، وامتازت نصوصه بالعمق الإنساني والقدرة على المزج بين الحكاية الشعبية والتوثيق الاجتماعي. ويُجمع النقاد على أن أحمد حامد استطاع تقديم "البيئة الشامية" بصورة أخرجتها من إطار الفلكلور الضيق إلى فضاء الدراما المؤثرة.
أبرز أعماله التي خلدت اسمه:
"الخوالي": المسلسل الذي حقق جماهيرية كبرى ووثق رحلة الحج الشامي وقيم المروءة والشهامة.
"ليالي الصالحية": أحد أهم أيقونات الدراما السورية، والذي استعرض فيه الصراع بين الخير والشر والأمانة في حي الصالحية العريق.
" سلسلة طوق البنات": التي استمرت لعدة أجزاء، متناولةً النضال السوري ضد الانتداب الفرنسي والوشائج الاجتماعية المتينة.
"آخر أيام التوت" و"تمر حنة": وهي أعمال اتسمت بالشاعرية والبحث في مكنونات النفس البشرية والتقاليد الشامية القديمة.
نعي الوسط الفني
نعت نقابة الفنانين السوريين والعديد من النجوم والمخرجين الراحل، واصفين إياه بـ "الكاتب النبيل" الذي ظل مخلصاً لذاكرة دمشق حتى أيامه الأخيرة. برحيل أحمد حامد، تنطوي صفحة هامة من صفحات "الحكاية السورية"، لكن نصوصه ستبقى محفورة في ذاكرة المشاهد العربي كمرجع للقيم والأصالة.