شهدت مدينة بصرى الشام في محافظة درعا احتفالية واسعة بمناسبة “عيد النصر”، تم خلالها تقديم أكبر منسف مليحي في جنوب سوريا بطول 12 متراً وعرض مترين، في فعالية هدفت إلى إبراز الموروث الغذائي الحوراني وإحياء أحد أبرز رموزه الشعبية.
وجاءت هذه المبادرة ضمن برنامج احتفالي شاركَت فيه مديرية السياحة في درعا والقطاع السياحي، من خلال خيم للمأكولات التراثية والحرف الشعبية.
وفي فيديو نشره موقع تلفزيون سوريا، قال المهندس عبد الله المقداد، رئيس مجلس مدينة بصرى الشام، إن تحضير المنسف العملاق جاء “تعبيراً عن خصوصية المطبخ الحوراني الذي يشكل جزءاً أصيلاً من ذاكرة الجنوب السوري”، مضيفاً أن الفعالية تضمنت أيضاً تقديم المخبوزات الحورانية مثل القراص والخبز العربي، لإبراز غنى التراث المحلي.
كما أوضح جهاد الويدر، مدير سياحة درعا، في الفيديو ذاته، أن مشاركة المديرية جاءت بهدف “عرض المأكولات الشعبية والتراثية ضمن خيم مخصصة، إضافة إلى خيم للحرف التقليدية”، مؤكداً أن فكرة المنسف العملاق تحمل رسالة مفادها “الحفاظ على تراث حوران وإظهار تمسّك أهلها به”.
طبق مليحي… حكاية تراث حوراني
يعد المليحي من أكثر الأطباق التصاقاً بالهوية الحورانية، إذ يعتمد على اللحم أو الدجاج والبرغل واللبن الجامد (الجميد) والسمن العربي. ويُقدّم عادةً في المناسبات الكبيرة بوصفه رمزاً للكرم والضيافة.
ويعود أصل التسمية إلى كلمة “الملح”، نسبةً إلى المذاق المميز الذي يمنحه الجميد للطبق. ويُحضّر المليحي على منسف تُرصّ فوقه طبقات الشراك والبرغل واللحم، ليُغمر في الختام بالسمن البلدي الساخن، في طقس تقليدي حافظ عليه أبناء حوران عبر الأجيال.
