مسارات تهريب الأسلحة من جنوب سوريا إلى الضفة الغربية عبر تجّار دروز إسرائيليين

ميساء شيخ حسين
الاثنين, 4 أغسطس - 2025
أسلحة عرضتها إسرائيل تمت مصادرها في حضر
أسلحة عرضتها إسرائيل تمت مصادرها في حضر

تقرير اخباري :
المصادر: أنشطة عسكرية إسرائيلية حديثة في القنيطرة، تقارير محلية سورية، وتحليلات أمنية  



في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية *الفجرية في بلدة حضر (جبل الشيخ) اليوم، حيث صادرت قوات الاحتلال أسلحةً مُعدّة للتهريب إلى الأراضي المحتلة، تبرز مخاوف أمنية إسرائيلية متصاعدة من انتقال أسلحة عبر شبكات درزية إسرائيلية-سورية إلى الضفة الغربية.  

أبرز التفاصيل 
١. مسار التهريب المُتخوّف منه:  
   - وفق مصادر أمنية إسرائيلية، يُرصد مسار يُستغل فيه (دروز إسرائيليون )شاركوا في القتال بالسويداء (جنوب سوريا) بدعوى "دعم إخوتهم الدروز".  
   - خلال عودتهم إلى إسرائيل عبر معابر جبل الشيخ (مثل خط فض الاشتباك)، يُشتبه في نقلهم قطع سلاح خفيفة (كالكلاشنكوف) مخبأة ضمن أمتعتهم.  
   - تُباع هذه الأسلحة لاحقًا بتجّار في الداخل المحتل، حيث يصل سعر القطعة الواحدة لأكثر من ١٠ آلاف دولار، ثم تُهرب إلى الضفة الغربية عبر شبكات فلسطينية.  

٢. لدوافع الاقتصادية والأمنية:  
   - الربح المادي: التفاوت الهائل في سعر السلاح بين سوريا (مئات الدولارات) والضفة (آلاف الدولارات) يخلق سوقًا سوداء مُغرية.  
   - استغلال الهوية المزدوجة: تجّار دروز إسرائيليون يستفيدون من حركتهم "المشروعة" بين سوريا وإسرائيل عبر قنوات عائلية أو طائفية.  
   - ثغرات المراقبة: صعوبة تتبع الأسلحة الخفيفة بعد دخولها الأراضي المحتلة بسبب تمركزها في مناطق درزية مغلقة (كحضر) قبل إعادة توزيعها.  

٣. الرد الإسرائيلي: 
   - عملية "حضر"  تُعتبر ضربة استباقية ضد مخازن ميليشيات درزية متهمة بالتعاون مع حزب الله.  
   - تعزيز الدوريات العسكرية في قرى جبل الشيخ (مثل رسم الكرم وسد المنطرة) لمراقبة تحركات المشبوهين.  
   - تهديدات سابقة بقصف حضر حال ثبوت تورطها مجددًا في تهريب أسلحة لحزب الله أو الضفة.  

تحليل المخاطر
- توسيع رقعة التهديد: وصول أسلحة سورية إلى الضفة يُعقّد المشهد الأمني ويُضعف سيطرة السلطة الفلسطينية.  
- استغلال الطائفة الدرزية الكيان الصهيوني يتهم جهات درزية بتحويل "الحماية الطائفية" إلى غطاء لتمرير أجندات خارجية (مثل دعم حزب الله).  
- تصعيد محتمل: أي ضربة إسرائيلية جديدة في القنيطرة قد تستهدف تجّارًا دروزًا إسرائيليين متورطين، ما يثير توترات طائفية داخل إسرائيل.  

التهديد الأمني الإسرائيلي من انتقال أسلحة سورية إلى الضفة الغربية عبر تجّار دروز إسرائيليين لم يعد "نظرية" بل تحوّل إلى سيناريو عملياتي تُصدّره عمليات مثل "حضر". رغم ضبط كميات كبيرة اليوم، يُعتقد أن الشبكة لا تزال نشطة بمسارات بديلة، مما يدفن إسرائيل لتعزيز رقابتها على الدروز العائدين من سوريا وتحويل جبل الشيخ إلى ساحة مواجهة دائمة.  

> ملاحظة: التقرير يستند إلى تصريحات أمنية إسرائيلية وتقارير محلية سورية. لم تُوثّق ادعاءات التهريب عبر الدروز الإسرائيليين بشكل مستقل.

١. المصادر الإسرائيلية (الرسمية وشبه الرسمية):
   - *يديعوت أحرونوت* وتايمز أوف إسرائيل: ركزتا على العملية العسكرية في "حضر" وصَورتاها كـ"ضربة لمخازن أسلحة تابعة لميليشيات متعاونة مع حزب الله"، دون ذكر مسار التهريب إلى الضفة أو دور الدروز الإسرائيليين.
   - قناة ١٢ العبرية: ذكرت في ٤/٨/٢٠٢٥ أن "مخابرات الجيش ترصد محاولات تهريب أسلحة من سوريا إلى إسرائيل عبر جبل الشيخ"، لكن دون تفاصيل عن الضفة الغربية أو التجّار الدروز.
   -الخطاب الرسمي الإسرائيلي: يصف العملية بأنها "موجهة ضد شبكات تهريب تهدد أمن إسرائيل"، دون تعميق في التفاصيل العابرة للحدود.

٢.المصادر العربية
   - *الجزيرة والعربية*: غطتا العملية العسكرية تحت عنوان "اجتياح إسرائيلي لقرية سورية" (٥/٨/٢٠٢٥)، ووصفتاها كـ"انتهاك للسيادة السورية"، دون ذكر أي تفاصيل عن الضفة الغربية أو التهريب عبر الدروز.
   - قناة الميادين (الموالية لإيران): ربطت العملية بـ"المخطط الإسرائيلي لضرب المقاومة في سوريا ولبنان"، لكنها لم تشر إلى مسار الضفة.
   - وسائل إعلام سورية رسمية (سانا): أنكرت وجود ميليشيات في حضر ووصفت العملية بـ"العدوان الإسرائيلي".

 ٣. **المصادر الدولية:
   - رويترز/فرانس برس: نقلتا تصريحات الجيش الإسرائيلي عن "مصادرة أسلحة في سوريا"، دون تحليل لمسارات التهريب الداخلية.
   - هيومن رايتس ووتش: لم تصدر أي تقرير مرتبط بالحادثة حتى الآن.
   -معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: نشر تحليلاً عاماً يوليو ٢٠٢٥ عن "تصاعد التهريب من سوريا إلى إسرائيل"، لكن دون ذكر دور الدروز الإسرائيليين أو الضفة الغربية.

 ٤. الثغرة الإعلامية وسببها
   - حساسية الاتهامات الطائفية أي إشارة إلى "تورط دروز إسرائيليين" تمس شريحة سكانية في إسرائيل (١٤٪ من سكان الجولان المحتل)، مما يجعل الوسائل الإعلامية حذرة.
   - غياب الأدلة الميدانية: الادعاءات تعتمد حالياً على تسريبات أمنية إسرائيلية غير موثقة بصرياً أو بقضايا قضائية.
   تعقيد المسار: تهريب أسلحة من سوريا → للدروز الإسرائيليين → ثم للضفة، يُعتبر مساراً غير تقليدي مقارنة بالطرق المباشرة عبر الأردن.

التفاصيل المذكورة في الاستفسار تظهر فقط في مصادر محلية سورية/فلسطينية ناشطة على منصات مثل "تليجرام" و"تويتر(X)، وتحديداً في حسابات تُوصف بأنها "مقرّبة من فصائل المقاومة الفلسطينية" أو "مراقبون في الجولان". أما وسائل الإعلام التقليدية فلم تتحقق من السيناريو الكامل لضبطه في إطار "الرواية الإسرائيلية" فقط.