خاص _ في وقتٍ تتزايد فيه خسائر الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، أطلق عضو الكنيست موشيه غافني تصريحات لافتة تعكس حجم الإرباك السياسي داخل تل أبيب، حيث قال:
"نمرّ بيوم حزين إثر مقتل سبعة جنود في غزة... لا أفهم حتى اللحظة لماذا نقاتل هناك، وما الغاية من استمرار مقتل الجنود بهذا الشكل".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى شخص مثل ترامب، يقول ببساطة: سنعيد المختطفين ونوقف كل هذه الأمور."
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب يوم دموي عاشه الجيش الإسرائيلي في خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس عن تنفيذ عدة كمائن وتفجيرات نوعية ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة.
فقد أعلنت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي – أن مجاهديها تمكنوا من تفجير آلية عسكرية من نوع "ميركافا" بعبوة "برق" متطورة في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس.
وفي سياق موازٍ، أفادت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – أنها نفذت كمينًا مركبًا أمس استهدف ناقلة جند إسرائيلية بعبوة شواظ وضعت داخل قمرة القيادة، ما أدى إلى احتراق الناقلة بالكامل ومقتل طاقمها.
وأضافت القسام في بيانها أنها رصدت هبوطًا للطيران المروحي الإسرائيلي الذي حضر بعد الكمين لإجلاء المصابين والضحايا، في عملية استمرت لساعات وسط اشتباكات عنيفة.
معركة الاستنزاف... تتسلل إلى الكنيست
تزايد العمليات المركبة للمقاومة، وتكرار مشاهد الإجلاء الجوي للجنود من عمق غزة، باتت تؤثر على الخطاب السياسي داخل إسرائيل، ليس فقط على المستوى الأمني، بل داخل البرلمان ذاته.
تصريحات غافني، وهو أحد الوجوه البارزة في تحالف "يهدوت هتوراة" الديني، تعكس حالة شك داخل أوساط سياسية إسرائيلية من جدوى العمليات العسكرية المتواصلة، خاصة في ظل غياب رؤية واضحة لما بعد الحرب، وتزايد أعداد القتلى في صفوف الجنود.
ميدان مفتوح... وزمن مغلق
بين مشهد الجنود المحترقين داخل ناقلاتهم في غزة، وصرخات نواب الكنيست الباحثين عن مخرج سياسي، تبدو المعركة وقد تحوّلت إلى استنزاف متعدد الأبعاد، لا تملك إسرائيل فيه حتى اللحظة إجابات حاسمة، لا على الأرض ولا في الكنيست.