يحاول أهالي قطاع غزة والشعب الفلسطيني المحاصر النازح إلى رفح، الانتصار على حالة الحصار والخذلان الدولي وسط حجم الدمار المهول، الذي حل بمنازلهم وأراضيهم باقتناص جزءً من فرحة العيد، وإن كانت هذه الفرحة غائبة تمامًا، عن شعب مكلوم مازال يقصف يوميًا بكافة أنواع الأسلحة والصواريخ المحرمة دوليًا، أمام مرأى ومسمع كل العالم، وأمام الشاشات وبعلم جميع المنظمات الإنسانية، والدول (المحاضرة) بحقوق الإنسان.
على أنقاض منازلهم وأحلامهم المهدمة وحجار بيوتهم المكسرة استطاعت هاته النسوة الفلسطينيات استعادة فرحة معدومة في (عيد الأضحى) رغم الآلام وروائح الدماء ومن ثم خلق ابتسامة على وجوه أطفالهن، ورسم أجواء العيد بعزيمة ثابتة وصمود لا يلين.
يواصل هذا الشعب العظيم مقاومته للاحتلال بكافة الوسائل الممكنة والمتاحة ومنها سلاح الابتسامة التي تراها دائمًا ترتسم على الوجوه المتعبة من حرب مدمرة استباحت كل شيء، هذه البسمة التي تعني الكثير لهذا العالم المتخاذل، عن نجدة الإنسانية من حمم القذائف والصواريخ التي تنهمر عليهم، والتي تؤكد بالفعل أن مثل هكذا شعب لا يمكن أن يهزم، أو يستطيع أحد أن يهدد وجوده.
في ظل هذه الظروف القاسية يأتي العيد في واقع سيء للغاية، على الأمة كل الأمة، في سورية وفلسطين يتمنى الشعب العربي من خلال معايداته لبعضه البعض تجاوز الأزمات وخلق أمل ربما يأتي بيوم آخر بالخير، وسط انبطاح ما بعده انبطاح، وحالة من البؤس والموت الاكلينيكي، مع انعدام أي فرصة حقيقية لإنعاش ما يمكن إنعاشه وانقاذ الأمة من هذا الفوات.
فالخير أصبح في حالة عدم، ضمن سياقات حرب إسرائيلية مجرمة دمرت الحجر، وقتلت الإنسان في غزة، وأكثر من 122 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين ومازالت مستمرة حتى الآن.
يبقى الأمل لأهلنا في فلسطين حاضرًا، وللأمة في عودة جديدة تزيل كل هذه المعاناة والآلام ونهوض ينشلنا من هذا السقوط المدوي، وينصرنا على كل هذه الاحتلالات، والمشاريع الخبيثة التي ما فتئت تعمل للنيل من هوية الأمة وتاريخها، ونحن نيام، عسى أن يمر العيد القادم ونحن في حال أفضل ووضع مغاير يرسم ملامح مرحلة مختلفة لحاضر جديد آخر.