محمد السخاوي
تقدمت مصر لحماس بمقترح مصري جديد “للصفقة” نال موافقة اسرائيل. وفى إعلان آخر عن الصفقة نفسها قال “أن مصر تقدمت بمقترح إسرائيلي جديد لحماس عن الصفقة.
السؤال هو: هل هو مقترح مصري ام مقترح إسرائيلي؟!
واضح ان المسألة ” ما تفرقش” لأنها في بيتها على سنة الكامب والمعاهدة التي جعلت اسرائيل شريكة في اتخاذ القرارات السيادية المصرية.
الذى لفت نظري فى الاعلان عن الصفقه ان اسرائيل المهزومه عسكريا فى تحليلات كل الخبراء السياسيين والعسكريين سمحت بعودة اهل الشمال فى القطاع الى بيوتهم مع تفتيشهم من قبل قوات مصريه تحت مراقبه اسرائيليه . السؤال هو: ماهى المصادر القانونيه التى اعطت لقوه مغتصبه مهزومه “الحق السيادى” فى ان تسمح او لاتسمح بعودة الناس الى بيوتهم التى هجروا منها قسريا وتحت القصف من السماء والارض والبحر؟ السؤال الثانى هو: تخوض “جبهة” المقاومه الفلسطينه وبقياده مشتركه حرب تحرير شعبيه ضد “المغتصب” . واعمالا لقواعد هذه الحرب الشعبيه فان كل تقارير الخبراء السياسيين والعسكريين تؤكد على فشل اسرائيل وهزيمتها فى هذه الحرب لأنها لم تحقق ايا من اهدافها التى اعلنت عنها. وأن ذلك فجر تناقضاتها الداخليه والخارجيه . فلماذا الاصرار على التغطيه على هذه الهزيمه المدويه بتوفير نصر سياسى كاذب لها باعطائها حق السياده على ارض ليست ارضها وفشلت تماما فى الاستقرار عليها؟! . السؤال الثالث فى كل قواعد القانون الدولى والانسانى وقواعد السياسه الدوليه فان قيام “العدو” بمقايضة ” هزيمته العسكريه” بشن حرب تطهير عرقى واباده جماعيه وجعل القطاع ركام ومقابر جماعيه وارض خاليه تماما من كل انواع المرافق والخدمات وغير قابله للحياة – كل هذا – سقوط اخلاقى وقانونى وسياسى ادى الى نبذ العدو واحتقاره دوليا وعالميا بشكل واضح تماما . فلماذا – مرة اخرى – الاصرار على تحويل هزيمة العدو الحقير الى انتصار ؟ وتحويل انتصار المقاومه الى هزيمه تحديا للرأي العام الدولي والعالمي المناصر للمقاومة وللقضية الفلسطينية. بالإجمال لماذا يصر الجانب المصري بعد كل هذا الثبات والصمود والقتال والانتصار وحب الشهاده على الحاق الهزيمة بالفلسطينيين؟! لماذا الخوف من انتصار المقاومة؟!
هذه أسئلة مشروعه ما كنا لنطرحها لو ان مصر رفضت ثلاثة أمور: امر الوساطة وأمر التفتيش وامر الرقابة الإسرائيلية على التفتيش. أرحمة بالناس؟ الناس كلها مقاومه ولم يطلبوا هذه الرحمة لأنها فى حقيقتها التفاف على النصر الفلسطينى. والرحمة تعنى – بعد كل هذا – ان يرى الناس انتصار مقاومتهم وهزيمة العدو! .
اتوقع ان ترفض المقاومه المقترح حفاظا عل السيادة الفلسطينية على غزه وحفاظا على انتصاراتها السياسية والعسكرية وحقا لدماء الشهداء والمصابين وثبات وصمود الناس ودعم احرار العالم والحركة الطلابية العالمية.
اما مصر فهذا ليس مقامها ولا دورها. هذا انتقاص من قوة ودور وقيمة مصر.