كيف نفك شيفرة رامي مخلوف؟



رغم أنّ منشور رامي مخلوف الأخير على صفحته على فيسبوك قد تم إدراجه في خانة ضرب المندل وقراءة الفنجان، إلا أنّ هنالك ما يمكن أن يفسره إذا حاولنا النظر إليه بجدية.


ضمن منشوره، يكتب مخلوف: «نحن على مسافة قريبة جداً من حل شامل وبقيت خطوة واحدة فقط هي صعبة ومخيفة لذات القلوب الضعيفة لكنها قصيرة المدة ولن تتعدا بضعة أسابيع (والله أعلم) وبعدها ينتج حدث كبير سيتكلم عنه العالم بأسره وسيبهر السوريين من شدة عظمته ثم يليه انفراجات عجيبة متتالية وتبدأ المساعدات تتدفق على سورية والسوريين من كل أرجاء الأرض يرافقها أصوات دولية تنادي بإيقاف معاناة السوريين… فتُرفع العقوبات، ويعود المهجرين، وتُعاد العلاقات الدبلوماسية العربية والإقليمية والدولية، ويُغلق الملف السوري بسلام».


إذا نحينا جانباً ما تبقى من منشوره وما يتضمنه من شعوذة باستخدام الأرقام، ونحينا جانباً اللغة «السحرية» التي يستخدمها، فإنه يتبقى لدينا كلامٌ هو أقرب إلى شيفرة، ولكنها قابلة للحل.


أهم ثلاثة مفاتيح لفك هذه الشيفرة هي التالية:

1- تعبير «خطوة واحدة» والتي تستحضر الـ«خطوة مقابل خطوة» بوصفها المشروع الغربي الذي يحمله بيدرسون.

2- رفع العقوبات، والذي يندرج في الإطار نفسه، فرفع العقوبات هو أحد الخطوات الأخيرة ضمن الخطوة مقابل خطوة، والذي يتطلب بالضرورة موافقة الولايات المتحدة.

3- عودة العلاقات الدبلوماسية العربية والإقليمية والدولية، وهي أيضاً تندرج في السياق نفسه.


باستخدام هذه المفاتيح الثلاثة معاً، يصبح من الممكن وضع افتراضٍ لتفسير ما يقوله مخلوف يتكثف بالنقاط التالية:

• ستتصدر دولة عربية، من الدول الموقعة على «اتفاقات إبراهيم»، جهود نقل سوريا نحو مرحلة جديدة.

• الأسد سيخرج من الحكم ومن البلاد، بموجب ضمانات شخصية له ولعائلته.

• قبل خروجه، يسلم السلطة لمجموعةٍ محددةٍ يسميها الغرب دون تدخلٍ لا من تركيا ولا روسيا ولا إيران.

• تطالب هذه المجموعة برحيل القوات الأجنبية جميعها، وفي مقدمتها الإيرانية والتركية والروسية.

• سيتم احتضان هذا الانتقال عربياً، ويتم فك الحصار عبر العرب، وتتموضع سوريا عربياً، ويتم إلغاء الدورين التركي والإيراني.

عادل حميد

صحفي سوري