في أول زيارة لرئيس سوري إلى دولة غربية منذ سنوات، أكد الرئيس أحمد الشرع خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه اليوم، أن هناك مفاوضات غير مباشرة تجري بين سوريا وإسرائيل عبر وسطاء إقليميين، في محاولة لاحتواء التصعيد العسكري ومنع فقدان السيطرة، وذلك في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
وأوضح الشرع أن بلاده تتعامل بجدية مع الهجمات الطائفية وتسعى لإغلاق الباب أمام كل محاولات إعادة إنتاج الفوضى أو استخدام الطائفية كأداة سياسية. كما شدد على أن دمشق أبدت انفتاحًا على التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ولجنة التحقيق الدولية.
وأشار الرئيس السوري إلى أن إدارته تسعى لاستعادة التوازن الوطني، وتجاوز آثار الحقبة السابقة، مؤكدًا أن مستقبل سوريا لن يُصاغ في غرف مغلقة أو يُفرض من الخارج، داعيًا إلى رفع العقوبات المفروضة على البلاد، والتي تعرقل جهود إعادة البناء والاستقرار.
من جانبه، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن استقرار سوريا أمر حيوي لأمن المنطقة، مؤكدًا ضرورة التعاون في مواجهة الإرهاب وخاصة بقايا تنظيم داعش، معربًا عن استعداد فرنسا لدعم اتفاقات مستقبلية بين الحكومة السورية والإدارة الكردية في الشمال الشرقي.
كما أشار ماكرون إلى سعي باريس نحو رفع تدريجي للعقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، داعيًا واشنطن للحذو حذوها.
زيارة الشرع إلى باريس، وهي الأولى له إلى دولة غربية منذ توليه الحكم بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، تُعد بداية محتملة لإعادة بناء العلاقات بين دمشق والدول الغربية. وقد قادت هيئة تحرير الشام، التي ينتمي إليها الشرع، تحالفاً أطاح بالأسد الذي حكم سوريا لعقود.
وقالت وكالة الأنباء السورية إن المباحثات ستشمل أيضًا ملفات إعادة الإعمار والتعاون الاقتصادي، خاصة في قطاعي الطاقة والطيران، إضافة إلى العلاقات مع لبنان والضربات الإسرائيلية المستمرة.
من جانبه، شدد قصر الإليزيه على دعم فرنسا لـ"سوريا حرة، مستقرة، ذات سيادة، تحترم مكونات المجتمع كافة".