أطلقت السلطات السورية، اليوم السبت، سراح الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، طلال ناجي، عقب ساعات من توقيفه خلال جلسة استجواب مطولة، بحسب ما أفاد مراسل تلفزيون سوريا.
وأفادت مصادر مطلعة أن الإفراج عن ناجي جاء بعد تحرك سياسي واسع من قيادة الجبهة، التي أجرت اتصالات مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي في حركة حماس خالد مشعل، بهدف التوسط لدى السلطات السورية للإفراج عنه.
وكان ناجي قد استُدعي صباح اليوم لمراجعة أمنية “دورية” في أحد فروع الأمن بدمشق، إلا أن تأخر عودته عن الموعد المعتاد أثار القلق في أوساطه المقربة، ما دفع إلى التحرك السريع من قبل قيادة الجبهة.
استدعاء غامض وسياق سياسي معقّد
ولم تصدر السلطات السورية أي توضيح رسمي حول أسباب توقيف ناجي أو فحوى التحقيق، إلا أن مصادر فلسطينية في دمشق ربطت الخطوة بـ”التغيرات الأمنية والسياسية المتسارعة في البلاد”، لا سيما مع تصاعد التوترات الإقليمية والتدخلات الخارجية.
وتُعد هذه الواقعة هي الثانية خلال شهرين التي تستهدف قيادات فلسطينية مقيمة في سوريا، إذ أوقفت الأجهزة الأمنية في نيسان الماضي كلاً من خالد خالد وأبو علي ياسر، وهما من قيادات حركة الجهاد الإسلامي، على خلفية اتصالات وصفت بـ”غير المنسقة” مع إيران.
من هو طلال ناجي؟
يُعتبر طلال ناجي من أبرز الشخصيات التاريخية في فصائل المقاومة الفلسطينية. وُلد في مدينة الناصرة، ودرس في المدارس السورية، وانضم إلى “جبهة التحرير الفلسطينية” عام 1962، قبل أن يلتحق لاحقاً بـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة”.
شغل ناجي منصب نائب الأمين العام للجبهة منذ عام 1973، وتسلّم قيادتها بعد وفاة مؤسسها أحمد جبريل في تموز 2021. حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من موسكو عام 1984، ويُعرف بعلاقاته التاريخية مع دمشق.